{وَفِي أَنْفُسكُمْ}
لنتدبَّر في خلقنا ولا ننظر لأنفسنا بعين الإلف لأننا تعودنا عليها، فلنحاول أن نتدبَّر في إبداع خالقنا فينا ونشكره على كمال صنعه لنا شكرًا دائمًا طوال حياتنا...
تماثلية الأعضاء الخارجية:
لاحظت أن شكل الإنسان الخارجي متماثل؛ بمعنى أن الشق الأيمن يُشبِه الشق الأيسر، وفي هذا جمال يتناسب مع ذهن الإنسان العادي... حيث أن الإنسان عادةً يَعتبِر اختلال التماثل فيه تشويه!
وليس في هذا جمال فحسب؛ بل فيه أفضل وظيفة للشكل الخارجي!
فالله تعالى راعى الجانب الجمالي في نظر الإنسان، وفي نفس الوقت راعى الوظيفة السليمة يا لها من قدرة فائقة؟!
عدم تماثلية الأعضاء الداخلية:
ولكن لاحظت أيضًا أن أعضاء الإنسان الداخلية ليست متماثلة؛ فالرئة اليسرى عدد فصوصها مختلف عن اليمنى، والقلب ليس في المنتصف ويميل من اليسار في الأعلى إلى اليمين في الأسفل، والكبد معظمه في اليمين وجزء أقل في اليسار، والمعدة أعلاها في اليسار وأسفلها مائل إلى اليمين.
خلاصة القول:
أنه لا تماثل في داخل جسم الإنسان! ولكن لماذا؟
الإجابة البسيطة: أن هذا التصميم الداخلي الغير متماثل يُحقِّق أفضل وظيفة، وحيث أن أحشاء الإنسان الداخلية ليست ظاهرة؛ فليس من المهم مراعاة الجانب الجمالي، والأولى في التصميم هي الوظيفة... إنه حقًا تصميم مبدع.
مركز الثقل في الإنسان في المنتصف...
ولكن مهلًا! ماذا عن مركز ثقل الإنسان؟!
يبدو أن عدم التماثل الدخلي من الطبيعي أن يؤدي أن يكون مركز الثقل ليس في المنتصف وهذا سيؤدي إلى اختلال في حركة الإنسان! ولكن المفاجأة تظهر! أنه لا اختلال في حركة الإنسان وأنه يمشي ويركض بانسيابية تامة وهذا يدل أن مركز التقل في المنتصف تمامًا! ماهذا؟ أيكون هناك عدم تماثل داخلي ويكون مركز الثقل في المنتصف؟
ومن اللطيف أيضًا ملاحظة أنه حتى لو أكل أو شرب الإنسان يتوزع ما يأكله أو ما يشربه تلقائيًا حتى يتم المحافظة على انتصافية مركز الثقل.
إنه حقًا لتصميم رائع وتنفيذ أروع، ولكن إذا عرفنا من هو الذي أبدع زال العجب، إنه الله عز وجل... فسبحان الله العلي القدير البديع الذي أتقن كل شيء صنعه.
{وَفِي أَنْفُسكُمْ}...
قال الله تعالى: {وَفِي أَنْفُسكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21].
{وَفِي أَنْفُسكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}... درسٌ مستفاد من عدم تماثلية الأعضاء الداخلية، ليس بالضروري أن يكون الشكل الجميل (التماثلي) يؤدي أفضل وظيفة.
الاستنتاج:
فلنتدبَّر في خلقنا ولا ننظر لأنفسنا بعين الإلف لأننا تعودنا عليها، فلنحاول أن نتدبَّر في إبداع خالقنا فينا ونشكره على كمال صنعه لنا شكرًا دائمًا طوال حياتنا.
والله أعلم.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي