القصور الذاتي وحقيقة الخلق

منذ 2014-04-07

تأملت قليلاً فقلت في نفسي: إذا كان الشيء لا يستطيع ان يغير صفة من صفاته من تلقاء نفسه، فكيف به يستطيع إيجاد نفسه من العدم؟! إن من يقول هذا أقل ما يقال فيه أنه فقد عقله.

تأملت في قانون القصور الذاتي -القانون الأول لإسحاق نيوتن- فوجدته قانونًا بديهيًا يتميز ببساطة غريبة..
فالقانون يقول: "أنه لا يستطيع الجسم أن يغير من حالة حركته –سرعته- من تلقاء نفسه إلا أن تتدخل قوة خارجية"، وجدته قانونًا يصل في قوته لحد المسلمات، ثم تأملت قليلاً فقلت في نفسي: إذا كان الشيء لا يستطيع ان يغير صفة من صفاته من تلقاء نفسه، فكيف به يستطيع إيجاد نفسه من العدم؟! إن من يقول هذا أقل ما يقال فيه أنه فقد عقله، أليس كذلك؟!

ووجدت نفس المبدأ يمكن تطبيقه على الكون بأكمله، وقد خاطب الله تعالى في القرآن الكريم عقول الجاحدين بسؤال بسيط، يحمل في طياته قوة الحجة البالغة عندما قال في سورة [الطور:35]: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}.

الاستنتاج:
حقاً إن التفكر في السموات والأرض وما بينهما مع التجرد من الهوى يقود حتمًا إلى الإيمان بالله الواحد، وتنزيهه عن كل نقص، قال تعالى في سورة [آل عمران:191]: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي