تصنيف الناس من حيث علاقتهم بالحيوان!
الإنسان المسلم هو كائن حي عاقل له رؤية سليمة، وضعها الله تعالى له وهو -أي المسلم- يعمل بإرادته الحرة التي وهبها الله إياها على أن يحقق هذه الرؤية.
الفرق بين الحيوان والإنسان من حيث الرؤية في الحياة:
الحيوان: هو كائن حي غرس فيه الله عز وجل مجموعة من الغرائز، هدفها هي حفظ نوع الفرد وحفظ نوع الجماعة، وبالتالي فإن الحيوان يعيش لكي لا يموت! وكل حياته متمحورة حول هذا الهدف.
الإنسان في نظري ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- قسم كالحيوان تمامًا في كل شيء! فهو يعيش لكي لا يموت، ويسير وراء غرائزه دون أدنى مقاومة لها، وهذا القسم نعته القرآن الكريم بأنه كالأنعام.
2- قسم له رؤية -هدف نهائي من وراء الحياة كلها- في الحياة، ولكن هذه الرؤية وضعها هو لنفسه بناءًا على نظرة جزئية لنفسه وللكون من حوله، وهذا القسم يخطئ دائمًا في وضع تلك الرؤية، لأن علمه محدود بحدود مكانه وزمانه وحواسه وذكائه، وبناءًا على عدم قدرته على تحديد رؤيته بنفسه فهو يهوي بنفسه في دركة أقل من الأنعام، فهو أضل منهم حيث أنه يذهب لهدف خاطئ سول الشيطان وهواه أنه صحيح..
قال الله تعالى في سورة [الفرقان:44]: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}، وقال تعالى في سورة [الكهف:103-104]: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
3- قسم له رؤية وضعها له من لديه العلم الكلي المحيط بكل شيء، وضعها الله خالقه وخالق الكون من حوله بمكانه وزمانه الله عز وجل، وهذا القسم رؤيته تنطبق مع رؤية الله له في الحياة بحيث تكون حياته متمحورة حول الفوز بالجنة والنجاة من النار، قال تعالى في سورة [الأنعام:162]: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، هذا القسم لا يكون حبيسًا لمكانه وزمانه.. بل هو أذكى من ذلك، إنه استعان بعلم الله الواسع ليخطط لحياة أبدية ملؤها السعادة في رضا الله عز وجل
قال تعالى في سورة [هود:108]: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} ، هذه الحياة الأبدية السعيدة تكون في جنة عرضها كعرض السماء والأرض.
قال تعالى في سورة [آل عمران:133]: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، أعد الله هذه الجنة لمن حبس هواه -الرغبة في سرور زائف زائل- لزمن ضئيل ضآلة الصفر، ليفوز بحياة سعيدة ممتدة امتداد اللانهاية..
قال تعالى في سورة [النازعات:40-41]: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}، ونهي النفس عن الهوى هو العقل المُوجه حسب رغبة الله من عباده، وهو الصفة التى لا توجد في الحيوان ولا في من وظف ذكاءه في معصية الله، فأصبح كالأنعام بل أضل منها، لأنه وظف ذكاءه في الاتجاه لرؤيةً خاطئة..
وهذا القسم الأخير هو الإنسان المسلم.
الاستنتاج:
الإنسان المسلم هو كائن حي عاقل له رؤية سليمة، وضعها الله تعالى له وهو -أي المسلم- يعمل بإرادته الحرة التي وهبها الله إياها على أن يحقق هذه الرؤية.
والله أعلم
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: