زوجي متقلب المزاج

منذ 2014-04-12

الزواج رحلة حياة وسفر إلى الخير يختار كل الطرفين صاحبه في السفر وخير الأصحاب خيرهم لصاحبه في السفر.

السؤال:
أنا متزوجة من ثلاث سنوات، ولي ابن يبلغ من العمر سنة، وموظفة، مشكلتي أن زوجي متقلب المزاج جداً ويغير أسلوبه معي في اليوم الواحد أكثر من مرة، مثلا في الصباح يكون راضياً، والظهر ينقلب الحال وبدون أسباب، وهو إنسان عنيد جداً لدرجة عندما أقول له قم للصلاة لا يقوم بسرعة ويتأخر، ولكن إنْ تركته دون أن أطلب منه يؤدي الصلاة في وقتها، وكذلك دائماً يقول لي يا ليتك لم تكوني موظفة مع إني أشاركه في الإيجار ومصروف ابني، وأيضا مقاطع أهلي لا يزورهم منذ ثلاثة أشهر.. 
أنا ابكي بسرعة ولا أتحمل، والآن يقول لي اذهبي لأهلك فترة كي أرتاح، وهو إنسان يحب فعل الخير وحنون، ومع هذا كله يقول إنه يحبني ويعتذر عن تصرفاته كلها، لكن ما الفائدة ما دام يرجع إلى نفس الأسلوب. ماذا افعل؟ وكيف أتعامل معه؟

الجواب:
الزواج رحلة حياة وسفر إلى الخير يختار كل الطرفين صاحبه في السفر وخير الأصحاب خيرهم لصاحبه في السفر ولكي تقطع هذه الرحلة في صفاء عليك أيتها الزوجة إدخال السرور على زوجك وكثرة العطاء والبذل والإيثار بشتى الطرق والملاينة في التعامل وتحمل الأذى والتوقير والاحترام المتبادل وسلامة الصدر والوفاء والتعاون وكل هذه الأمور لا تكلف مالا ولا جهدا ولا وقتا ولأنها معان وأخلاق عالية فحتى لو تكلفت شيئا من المال أو الجهد أو الوقت فعائد ذلك مردود على فاعله، لذلك أوصييك بعدة أمور:

1- أن تنوي التعامل مع زوجك لوجه الله سبحانه ولن يتم ذلك إلا بحسن الصلة بالله تعالى.
2- علينا أن ننتبه لأمر هام ألا وهو إن مفاتيح السعادة كثيرة وسهلة وميسرة وملاكها اللسان وهو عضو لا يكل من الكلام ولا يحتاج إلى أموال، يملكه الصغير والكبير والغني والفقير والرجل والمرأة وبكلمة واحدة تشقي نفوس وبضدها تسعد القلوب وبزلة لسان تخرب البيوت وبكلمة موفقة تحل أعضل مشكلة.

لذا أكثري من كلمات الإطراء والحب فإذا غاب وعاد لا مانع من كلمة حسنة فإذا اشترى شيء بالبيت فعليك بكلمة "جزآك الله خيراً" وعليك ألا تعيبي على شيء يشتريه فكل شيء يدخل به عليك لابد أن تشكريه حتى ولو كان قليلا.
3- من رسالتك ذكرك مقولة لزوجك "يا ليتك لم تكوني موظفة " فأنا لا أعيب العمل عليك ولكن كثيرا من النساء يخرجن للعمل ويهملن أزواجهن. وكثير من الزوجات تترك زوجها دون أن تسأل أصلا في طعامه فلا تهتم بذلك فيضطر إلى تناول إفطاره في عمله وعندما تعود تكون قد استهلكت كثيرا من قواها في ذلك العمل فترجع إلى البيت في منتهى التوتر لكي تستطيع رعاية شئون البيت فيكون الوجه عابسا والحال متوترا ولا تبدين إلا كل انشغال لذا حديثك عن زوجك بعد الظهر بكلمة "ينقلب مزاجه" فلعل ذلك مما يرى أمامه من ذلك التوتر.
وبالإضافة إلى ذلك ابنك الصغير الذي يبلغ سنة من العمر فقد تكونين في حيرة بين طلباته في ذلك الحين لأنك تركتيه فترة ليست صغيرة أثناء ذلك العمل فالزوجة مهما أنفقت من مال على البيت من ذلك العمل لا يغفر الزوج لها أي تقصير في طلباته التي قد أوجبها الله عليها والتي هي من صميم عمل المرأة فدور المرأة الأساسي هو رعاية زوجها وبيتها وأولادها على أفضل وجه ابتداء ثم تأتي الأمور الأخرى تباعا.
4- بعد المجهود صباحا في العمل وبعد الظهر في رعاية البيت ورعاية الطفل الصغير فيأتي أخر النهار وأنت غير قادرة على العناية بأي مظهر جمالي وسوف يحدث منك التقصير في حق زوجك لذا سوف تجدين منه أصعب الأساليب لأنك قد غفلت عن حقوقه.
5- تجنبي إلقاء الأوامر لزوجك، فهمت ذلك من مقولتك "قم للصلاة " لا بد أن تحترمي قوامته فعلى الزوجة ألا تأمر زوجها لكنها عليها أن تلبي أوامره ولعلك أدركت ذلك انه دون أوامر يقوم بنفسه للصلاة على أكمل وجه.
6- أيضا من مقولتك "اشتكيت لوالده ولوالدي". أعرفك أيتها الكريمة إنه من أشد الضرر في الحياة الزوجية إدخال آخرين في المشاكل التي تحدث بين الزوجين حتى ولو كان الأبوان، لأن كلا منهم سوف ينحاز لطرفه وأيضا فيه سرد لأسرار البيت فيتدخل من يتدخل ولا يحل المشكلة إلا الكلمة الطيبة منك أيتها الأخت، فدخولهم قليل الجدوى كما ذكرت فإياك أن تخبري أحداً بأي مشكلة بينك وبين زوجك مرة ثانية.
7- إذا منعك عن زيارة أختك أو اهلك فالدواء عندك وهو أن تلحي عليه بأحسن الأساليب أن يكثر من زيارة أهله وإخوانه وأخواته وأبواه ويجد منك التشجيع لصلة رحمه فمع الوقت سوف يشعر انه مقصر تجاه هذا الأمر لك فعليك الصبر على عدم زيارة اهلك وعليك السمع والطاعة حتى يجعل الله تعالى لك الجزاء من جنس العمل.
8- أما مقولته لك "اذهبي لأهلك فترة كي ارتاح" فاعلمي أنه قالها في ساعة غضب وكبت داخلي فلا تحزني لذلك فليكن قلبك واسعاً واملئيه بالعفو والتسامح فأنصحك أن تطردي وساوس شيطانك اللعين والعدو المبين، وعليك ألا تتركي بيتك أبدا مهما كانت المشكلة فقد تكون المشكلة مساء فيأتي الصباح ببركته ونورة والله مغير حال بحال، فإنك أيتها الأخت قد وصفت زوجك بأنه يحب الخير وإنه يحبك وعندما يحزنك أو يضايقك فإنه يعتذر عن تصرفاته وذلك في حد ذاته أمر نادر عند كثير من الرجال فعليك أن تكسبي زوجك بكلمة نعم، وابدي السرور والانشراح والبشاشة فحاولي أن تحببي زوجك في بيته ومجالستك حتى لا يحب مجالس أخرى ولعل الله تعالى الكريم أن يوفقك بصدق النية وندعو الله تعالى لك أن يذهب همك ويفيض عليك من سعادة الدنيا والآخرة.
 

 أميمة الجابر 

المصدر: المسلم