اخدموا الناس!
خدمة الخلق وهضم حظوظ النفس وتقديم الغير على الذات؛ من الصفات النادرة التي لا يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم.
خدمة الخلق وهضم حظوظ النفس وتقديم الغير على الذات؛ من الصفات النادرة التي لا يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم. وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم مواقف الواحد منها يُغني عن ألفِ كلمة وألف موعظة ومن هذه المواقف تخيرت هذا الموقف العظيم الذي يحتاج لتأمُّل وتكرار فكل كلمة فيه وكل تصرُّف يساوي آلاف الدروس.
روى مسلم في صحيحه مِن حديث أبي قتادة، وفيه -في قصَّة نومهم عن صلاة الفجر-: "...قال ودعا بالميضأة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأبو قتادة يُسقيهم -أي أصحابه- فلم يَعْدُ أن رأى النَّاس ماءً في الميضأة تكابُّوا عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ». قال: ففعلوا. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثمَّ صبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: « ». فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله. قال: « ». قال: فشربت، وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتى النَّاس الماء جامِّين رِوَاء[1]".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- (جامِّين رِوَاء: مستريحين قد رووا من الماء. انظر: لسان العرب؛ لابن منظور).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: