هبي يا ريح الإيمان - النسمة العاشرة - حسن الحسنات - (3)

منذ 2014-04-16

قال ابن تيمية: "إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه، فإن الرب شكور يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول".

3. حلاوة الطاعات: المحسن يستشعر حلاوة الطاعات ولذة البذل وفرحة العطاء؛ لأن الله اصطفاه من بين عباده لطاعته واختصه لعبادته، فيحس بطعم ذلك بما لا تعبر عنه الكلمات ولا تصفه العبارات، هذا بالطبع إن أخلص نيته وجمع همه على الله.
قال ابن تيمية: "إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه، فإن الرب شكور يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول".

4. الغني الفقير: وذلك وعد الله للمحسنين الذي لا يتخلف أو يتأخر، قال رسول الله صلى عليه وسلم: «إن الله يقول: يا ابن آدم.. تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك» "( صحيح كما فى السلسلة الصحيحة رقم 1359).
سبحان الله !!.. كم من فقير عاش غنيا، وكم من غنيا عاش فقيرا، والغني الذي نعنيه هو ما أبانه النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله: «ليس الغني عن كثرة العرض، ولكن الغني غنى النفس» (صحيح كما في ص ج ص رقم 5377).
فالغنى هو القناعة، والفقر هو الطمع.
قال عمر رضى الله عنه: 
"أيها الناس .. إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، وإن الإنسان إذا يئس من الشيء
استغنى عنه".

يا محسنون.. ما أقبح الطمع!! حتى حروف كلماته لما تأملها أبو العباس المرسي قال: الطمع ثلاثة أحرف كلها مجوفة: (ط م ع) فصاحبه بطن كله لا يشبع أبدا.

ترك المطامع للفتى شرف له حتى *** إذا طمع الفتى ذل الشرف

هذا أحد الأغنياء يفتخر على فقير بسعة رزقه وكثرة ماله، فيرد عليه الفقير الذى امتلأ قلبه غنى وإثراء ويقول:


يا عائب الفقر ألا تزدجر *** عيب الفتى أكبر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله *** على الغنى إن صح منك النظر
أنك تعصي كي تنال الغنى *** ولست تعصى الله كي تفتقر

هل أنت غنى ؟! جاء رجل إلى الفضيل بن عياض فقال له: هذه جبة أحب أن تقبلها مني. قال : إن كنت غنيا قبلتها، وإن كنت فقيرا لم أقبلها. قال: أنا غني. قال : كم عندك؟ قال: ألفان. قال: تود أن تكون أربعة آلاف؟ قال: نعم. قال: فأنت فقير؛ لا أقبلها منك!!.

هل أنت من الملوك؟! حيث جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فسأله قائلا: ألسنا من فقراء المهاجرين؟! فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك سكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. قال الرجل: فإن لي خادما. قال: فأنت من الملوك!!.

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

المقال السابق
النسمة العاشرة - حسن الحسنات - (2)
المقال التالي
النسمة العاشرة - حسن الحسنات - (4)