يقتلني علمي بفقير متعفف
كثيراً ما يقتلني علمي بفقير متعفف لا ينطق بحاجته، مع ما قد يراه من تعب ونصب في حياته، ومع وجود من يستطيع سد فاقته بما يتبقى من فتات النعم لديه.
كثيراً ما يقتلني علمي بفقير متعفف لا ينطق بحاجته، مع ما قد يراه من تعب ونصب في حياته، ومع وجود من يستطيع سد فاقته بما يتبقى من فتات النعم لديه.
الكثير منا أنعم الله عليه بنعمه المتعددة، والقليل من يتذكر حاجة المحتاج، وكيف أن الله وضعه في موضع يختبره فيه، هل يشكر نعم الله عليه ويعطف على من دونه، بل ويبحث عن المحتاج ليسد رمقه ويقضي حاجته؟
لماذا لا نبحث نحن عن الفقراء والمحتاجين، خاصة المتعففين منهم الذين لا ينطقون بحاجتهم ولو ببنت شفة؟
لماذا ننتظر حتى يأتي السائل ليسأل حاجته، ثم ساعتها نفكر أهو محترف للسؤال، أم أنها حاجة حقيقية؟
قال المناويُّ: "السَّخاء: الجُود، أو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، أو بذل التَّأمُّل قبل إلحاف السَّائل" (التوقيف على مهمات التعاريف، ص:192)، وقال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261].
قال ابن كثير: "هذا مثلٌ ضربه الله تعالى لتضعيف الثَّواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأنَّ الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ" (تفسير القرآن العظيم:1/691).
- وقال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:274]، قال ابن كثير: "هذا مدحٌ منه تعالى للمنفقين في سبيله، وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات مِن ليلٍ أو نهارٍ، والأحوال مِن سرٍّ وجهار، حتى إنَّ النَّفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضًا" (تفسير القرآن العظيم:1/707).
وقال السَّمرقندي: "هذا حثٌّ لجميع النَّاس على الصَّدقة، يتصدَّقون في الأحوال كلِّها، وفي الأوقات كلِّها، فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون" (بحر العلوم للسَّمرقندي:1/181)، قال أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء" (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار للزَّمخشري:4/357).
- وعنه رضي الله عنه: "الجُود حارس الأعراض" (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار للزَّمخشري:4/357).
السؤال الأكثر صعوبة: ما بال غني يبخل ببذل زكاته التي افترضها الله عليه على فقراء المسلمين؟!
ليقف كل منا مع نفسه.
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: