مسار الأسرة - قِيمنا(1)

منذ 2014-04-19

الأخلاق والقيم هي اللبنات الأساسية في حياة الأفراد والأسر والشعوب، والقيم أوسع نطاقا من الأخلاق؛ فكل خلق قيمة وليست كل قيمة خلقا. وقيم الأسرة المسلمة مستمدة من عقيدتها وأحكام شريعتها.

فالشريعة الغراء نصت على الكثير من القيم التي لا يمكن حصرها كلها هنا، لذلك سنركز على القيم التسع الآتية:

1- نية الخير، والحرص على نقاء السريرة:
نية الخير تعني حبه، وتعني التطلع إليه، والطموح إلى تحقيقه، والتطلع إلى الخير يدل على خيرية المتطلع وكرمه ونبله، وإن ذلك يشكل شيئا أساسيا في حياة الأسرة المسلمة.
فالمسلم يعمل الخير، ويمضي في طريقه، فإذا لم تساعده الظروف، فإنه ينويه، ويسأل الله أن يهيئ له السبيل إليه، فيكون له أجره ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ كتب الحسناتِ والسَّيِّئاتِ ثمَّ بيَّن ذلك ، فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعمَلْها كتبها اللهُ له عنده حسنةً كاملةً ، فإن هو همَّ بها وعمِلها كتبها اللهُ له عنده عشرَ حسناتٍ إلى سبعِمائةِ ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، ومن همَّ بسيِّئةٍ فلم يعمَلْها كتبها اللهُ له عنده حسنةً كاملةً ، فإن هو همَّ بها فعمِلها كتبها اللهُ له سيِّئةً واحدةً» (رواه البخاري ومسلم).
إلى جانب ذلك لا بد من تطهر القلب من الرياء والحسد وسوء الظن، فيجب أن نجعل العفو والصفح والمسامحة منهجا في التعامل مع كل مسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تناجشوا..» (صحيح مسلم).


2- التطوع هو مصدر الرفاهية الروحية:
إن الناس اليوم يعانون من جدب روحي بسبب الحياة المادية الصاخبة؛ ويحاولون تندية أرواحهم وإنعاش أحاسيسهم عم طريق ترفيه أجسادهم بالفاخر من الملبس و المأكل والمسكن والمركب... لكنهم لا يشعرون بالتحسن؛ لأن القحط الروحي سببه الغفلة والمعصية والأنانية؛ ولا يمكن القضاء عليه إلا من خلال مزيد من التطوع والتعبد والتنفل، وهذا ما على أسرنا أن تجعله ضمن اهتماماتها.
فهناك أحاديث كثيرة تشير إلى أشكال التطوع الذي يجب أن نغرسه في أبنائنا، مثل:
• إماطة الأذى عن الطريق.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• التبسم في وجوه من نقابلهم، والمبادرة بإلقاء السلام.
• التبكير إلى المسجد.
صلة الرحم.

3- المروءة وسمو الذات:
سمو الأسرة وارتقاؤها هو المقدمة لسمو المجتمع والأمة، فالخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة تنمو وتتشكل برعاية الأسرة، والمنهج الرباني يوفر لنا كل الآداب التي تساعد الأسر على تربية أبنائها تربية سامية ونبيلة.
والأخلاق والأفعال التي ترفع الإنسان ليكون من أصحاب المروءة والسمو الشخصي كثيرة جدا، نذكر بعضها:
- ترك المرء التدخل في الأمور التي لا تعنيه، قال صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (سنن الترمذي).
- المزاح، وعدم الإسراف في مباسطة الناس.
- نظافة البدن وطيب الرائحة والعناية بالمظهر.
- التأدب بآداب الطعام مثل عدم الإسراف في الأكل، والأكل مما يليه.

 

_________________________

ملخص من كتاب "مسار الأسرة" لـ: "عبد الكريم بكار"

المقال السابق
رؤيتنا(4)
المقال التالي
قيمنا(2)