أمينة السعيد داعية التحلل

منذ 2008-01-10

ومن انحرافاتها: دعوتها للاختلاط المحرم، وادعاؤها بأن "حرية الاختلاط هي أقوى سياج لحماية الأخلاق"!! (مقابلتها مع مجلة الجديد، العدد 38).



انتقل الطبيب المصري أحمد السعيد المنحدر من محافظة المنصورة بأسرته الصغيرة للعمل في صعيد مصر, كغيره من الأطباء الحكوميين, وكان الرجل ذو تطلعات أوربية وميل لتقليد الغرب وتنشئة بناته تنشئة غربية, ولدت له أمينة وهو في الصعيد, ثم انتقل للقاهرة ليُلحق بناته بالمدارس الأجنبية، وفي ظل هذا الفكر نشأت أمينة والتي تميزت من طفولتها بالتمرد واللهو والتحقت بمدرسة الحلمية للبنات.

تعرفت أمينة على هدى شعراوي وهي بعد في سن صغيرة وتلقفتها هذه الأخيرة لتصنع من ميولها الأوربية وسلوكياتها المتمردة ناطقاً شاباً باسم التحلل والارتماء في أحضان الحضارة الأوربية, وبعد إتمامها للمرحلة الثانوية، كانت ضمن أول دفعة من الفتيات ينتسبن إلى "كلية الآداب" التي كان عميدها المستغرب: "طه حسين"، فاختارت "قسم اللغة الإنجليزية"، واستمرت فيه حتى تخرجها.
وحصلت علي ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنجليزيـة بكلية الآداب بجامعة القاهـرة عام 1935م.
أثناء دراستها بالكلية اشتغلت بالصحافة لتصبح أول فتاة تعمل بالصحافة المصرية، حيث عملت بمجلة "الأمل"، ثم "كوكب الشرق"، ثم "آخر ساعة"، ثم "المصور"، وعملت أيضا بالتمثيل، في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي ـ وهي طالبة في الجامعة ـ ومثلت مسرحية "المرأة الجديدة" لتوفيق الحكيم، وبعد تخرجها عملت بمجلات "دار الهلال"، ثم انتقلت للعمل بالإذاعة، ثم عادت لـ "دار الهلال" مرة أخرى عام 1945م، وظلت تعمل بها حتى توفيت عام 1995م.

وبعد تخرجها من الجامعة أصبحت من هُواة "الأدب الإنجليزي"، حتى إنها -في إحدى مراحل حياتها- ألفت كتاباً عن الشاعر الإنجليزي "بيرون"، وتزوجت في عام (1937)م من الدكتور "عبد الله زين العابدين"، الذي شجعها على العمل في الصحافة، ووقف إلى جانبها في جميع الأزمات والمحن التي نزلت بها من جراء ذلك.

يقول الدكتور محمد فؤاد البرازي في كتابه (مؤامرات على الحجاب):
وحين كان الصحفي "مصطفى أمين" نائباً لرئيس تحرير مجلة "آخر ساعة"، عرض عليها أن تعمل معه في المجلة، فقبلت بذلك على أن تخفي اسمها حتى لا يعرف أبوها وأمها أنها تعمل في الصحافة، وهو عمل غير مستساغ في المجتمع آنذاك. لكنهما علما بذلك فيما بعد.

ثم انتقلت إلى مؤسسة صحفية متخصصة بنشر السموم ضد الإسلام ودعاته، تدعى: "دار الهلال" ، التي أسسها الصليبي الهالك: "جورجي زيدان" 1287-1332هـ / 1861-1914م، الذي وقف حياته على تشويه التاريخ الإسلامي، وخلفائه الميامين، بأكاذيب صاغ بها قصصه المتعددة، التي كتبها بدافع من الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين. ومن "دار الهلال" بدأت "أمينة" تكتب عن شؤون المرأة في مجلة "المصور"، ومجلة "الإثنين" من وجهة نظر المستغربين، فلفتت نظر "أميل زيدان" أحد صاحبي "الهلال"، فاختارها "رئيسة تحرير" لإصدار مجلةٍ نسائيةٍ شهرية باسم: "حواء" . وصدر العدد الأول منها في أول كانون الثاني يناير عام (1954)م.

ومن خلال هذه المجلة انطلقت "أمينة السعيد" تكتب عن المرأة، وتطالب بما تعتبره حقوقاً لها.

وفي عام (1962)م اختيرت عضواً في مجلس إدارة "دار الهلال"، فكانت بذلك أول امرأة مصرية تُعيّنُ في مجلس إدارة مؤسسة صحفية.

ثم عينها الرئيس المصري السابق"أنور السادات" رئيسة لمجلس الإدارة، واستمرت في هذا المنصب إلى أن أقالها "السادات" نفسه منه، ومن رئاسة تحرير مجلة "المصور" (مؤامرات على الحجاب، للدكتور محمد فؤاد البرازي، ص 122-124).

ومن الأوسمة التي حصلت عليها: منحها الرئيس المصري الأسبق "جمال عبد الناصر" وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي، وأرسلها في بعثة مع د. "عبد القادر حاتم" للولايات المتحدة لشرح موقف مصر في عدد من المواقف السياسية، وفي عام 1979م حصلت علي جائزة الكوكب الذهبي الدولية تقديراً لجهودها وشخصيتها، ومنحها الرئيس المصري السابق "أنور السادات" وسام الجمهورية في يوم الصحفي عام 1981م، كما منحها الرئيس المصري الحالي "حسني مبارك" وسام الثقافة والآداب عام 1992م.

تقول الدكتورة سارة محمد حسين:
كانت "أمينة السعيد" من أبرز الأصوات النسائية المُطالبة بتحرير المرأة بعد "هدى شعراوي" و"سيزا نبراوي" و"درية شفيق"، وكانت من المطالبات بإلغاء المحاكم الشرعية، وممن طالبن بتعديل قانون الأحوال الشخصية، ومنح المرأة المزيد من الحقوق السياسية.

ومعروف أن حركة تحرير المرأة حركة علمانية، نشأت في مصر في بادئ الأمر، ثم انتشرت في أرجاء البلاد الإسلامية، تدعو إلى تحرر المرأة من الأحكام الشرعية- مثل الحجاب- والآداب الإسلامية الخاصة بها، وتقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات، والمساواة في الميراث مع الرجل، وتقليد المرأة الغربية في كل أمر.. ونشرت دعوتها من خلال الجمعيات والاتحادات النسائية في العالم العربي.

وهذه الدعوة تولى كبرها كاتبان في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، الأول نصراني هو "مرقص فهمي" المحامي الذي أصدر عام 1894م كتاباً بعد استتباب الاحتلال في مصر عنوانه "المرأة في الشرق" دعا فيه إلى القضاء على الحجاب وإباحة الاختلاط وتقييد الطلاق، ومنع الزواج بأكثر من واحدة، وإباحة الزواج بين النساء المسلمات والنصارى.

والثاني "قاسم أمين" الذي أصدر كتابين هما "تحرير المرأة" الذي نشره عام 1899م، بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول، وأحمد لطفي السيد، زعم فيه أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين، و"المرأة الجديدة" الذي نشره عام 1900م يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيين.

وأول مرحلة للسفور كانت عندما دعا "سعد زغلول" النساء اللواتي تحضرن خطبته أن يزحن النقاب عن وجوههن. وهو الذي نزع الحجاب عن وجه "نور الهدى محمد سلطان" التي اشتهرت باسم: "هدى شعراوي" مكونة الاتحاد النسائي المصري، وذلك عند استقباله في الإسكندرية بعد عودته من المنفى. واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك.

وكان من أبرز الدعاة لتحرير المرأة: "لطفي السيد"، الذي أُطلق عليه "أستاذ الجيل" (!) وظل يروج لحركة تحرير المرأة على صفحات الجريدة لسان حال حزب "الأمة" المصري في عهده، و"صفية زغلول"، زوجة سعد زغلول وابنة مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء في تلك الأيام وأشهر صديق للإنكليز عرفته مصر، و"هدى شعراوي" ابنة محمد سلطان باشا الذي كان يرافق الاحتلال الإنكليزي في زحفه على العاصمة، وزوجة علي شعراوي باشا أحد أعضاء حزب الأمة، وواحد من أنصار السفور والدّاعين له.

شهدت "أمينة السعيد" بعد هزيمة النظام في يونيو 1967م عودة المرأة المصرية إلى الحجاب فقالت في لقاء إذاعي معها: "أنا حزينة أن البنات اليوم لا يدركن حجم التضحيات التي قدمناها لتخلع المرأة الحجاب.. لقد ضربني العسكري في الجامعة بالكرباج لأنني ذهبت إلى الجامعة بالشورت"..

وكانت أثناء رئاستها مجلة "حواء" قد هاجمت حجاب المرأة بجرأة، ومن أقوالها في عهد عبد الناصر: "كيف نخضع لفقهاء أربعة ولدوا في عصور الظلام ولدينا (الميثاق)؟"، تقصد الكتاب الذي كتبه الصحفي محمد حسنين هيكل لعبد الناصر بعنوان "الميثاق" والذي دعا فيه إلى الاشتراكية. وقد سخرت مجلة "حواء" للهجوم على الآداب الإسلامية، ومعظم آرائها حول "تحرير المرأة" في "حواء" تدور حول:

1- الدعوة إلى السفور والقضاء على الحجاب الإسلامي.
2- الدعوة إلى اختلاط الرجال مع النساء في كل المجالات في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، والأسواق.
3- تقييد الطلاق، والاكتفاء بزوجة واحدة.
4- المساواة في الميراث مع الرجل.
5-ألا يتحكم رجال الدين بآرائهم (!!) في مجال الحياة الاجتماعية خاصة.
6- المطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية.
7- أوروبا والغرب عامة هم القدوة في كل الأمور التي تتعلق بالحياة الاجتماعية للمرأة.

يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم عنها: "تلميذة وفية لطه حسين، ترأس تحرير مجلة حواء، ومن خلالها تحرض نساءنا على النشوز، وفتياتنا على التهتك والانحلال، وقد تواتر لدى الجميع أنها تهاجم الحجاب الإسلامي بكل جرأة، وهي ـ وإن كانت تلقفت الراية من "الزعيمات" السابقات ـ إلا أنها تفوقت على كل اللاتي سبقنها في باب التجرد من الآداب والأخلاق الأساسية، إذ إنها لا تألو جهداً في الصد عن سبيل الله، والاستهزاء من شرعه عز وجل، حتى وصل بها الأمر إلى أنقالت: كيف نخضع لفقهاء أربعة ولدوا في عصر الظلام ولدينا الميثاق؟، وقالت: إنني لا أطمئن على حقوق المرأة إلا إذا تساوت مع الرجل في الميراث. (عودة الحجاب 1/65).

يقول الأستاذ سليمان الخراشي واصفاً ومفصلاً انحرافاتها في بحث له عن أمينة السعيد:
انحرافاتها:

1-من أعظمها: دعوتها إلى "تدمير" المرأة المسلمة، وتهييجها لكي لا تلتزم بشريعة ربها. حيث يصدق عليها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور:19].

2-ومن انحرافاتها: أنها "اتخذت من مجلة "حواء" منبراً للتطاول على الأحكام الإسلامية الخاصة بقانون "الأحوال الشخصية" و"حجاب المرأة المسلمة"؛ بل راحت كما قال الأستاذ "محمود محمد الجوهري": "تحرضُ نساءنا على النشوز، وفتياتنا على الانحلال. وهي التي جعلت الفسق والبغاء الرسمي في شارع الهرم نوعاً من كرم الضيافة عندنا (!!!) في ردّها على "القذافي"، عندما ندد بمخازي "شارع الهرم" في أحد مواقفه العنترية، من خلال ندوة عقدت بالقاهرة، طالب فيها بنظافة "شارع الهرم"، وإغلاق محال الدعارة السياحية، وعُلبِ الليل".

وكتبت ذات يوم في مجلة "المصور" : "إنني لا أطمئن على حقوق المرأة إلا إذا تساوت مع الرجل في الميراث".

3- ومن انحرافاتها: أنها "بعد أن امتدت يد ثورة 23 تموز ـ يوليو 1952م إلى قانون "الأحوال الشخصية" بالتعديل، رضوخاً لرغبات دعاة "تحرير المرأة" !!! راحت تطالب بتعديلات أخرى؛ وكانت تريد بذلك إصدار تشريعٍ يمنعُ " تعدد الزوجات"، و"مساواة المرأة بالرجل في الميراث"، إلى غير ذلك من هذه المخالفات الصريحة لشريعة الله عز وجل" (المرجع السابق، ص 126-127).

4-ومن انحرافاتها: استهزاؤها بالحجاب الشرعي وقولها: "ما نراه اليوم شائعاً بين الفتيات والسيدات مما يسمونه "الزي الإسلامي" فالإسلام منه براء، لأنه تقليد حرفي لزي الراهبات المسيحيات" (مؤامرات على الحجاب، ص127).

وتقول أيضاً: "هل من الإسلام أن ترتدي البنات في الجامعة ملابس تغطيهن تماماً، وتجعلهن كالعفاريت !!! وهل لابد من تكفين البنات بالملابس وهن على قيد الحياة، حتى لا يُرى منها شيء وهي تسير في الشارع" !! (مجلة حواء، 18، نوفمبر 1972).

وقالت: "إنّ هذه الثياب الممجوجة قشرة سطحية لا تكفي وحدها لفتح أبواب الجنة، أو اكتساب رضا الله. فتيات يخرجن إلى الشارع والجامعات بملابس قبيحة المنظر، يزعمن أنها "زي إسلامي"، لم أجد ما يعطيني مبرراً منطقياً معقولاً لالتجاء فتيات على قدر مذكور من التعليم إلى لف أجسادهن من الرأس إلى القدمين، بزي هو والكفن سواء" (مجلة المصور، 22 يناير 1982). وانظر: [عودة الحجاب، للشيخ محمد المقدم، (1/65-67)].

5-ومن انحرافاتها العجيبة: إن فتاة مسلمة! أرسلت لها بأنها تحب شاباً غير مسلم، وتريد أن تتزوجه!! ولكن دينها يمنعها من ذلك.
فأجابتها أمينة السعيد بأن "تتزوجه زواجاً مدنياً" !!! (انظر: مجلة لواء الإسلام، عدد 8، ربيع الثاني 1384هـ).

6-ومن انحرافاتها: قولها: "إن أمر الرجل لزوجته بارتداء الحجاب مرفوض؛ لأنه يدخل تحت قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[البقرة:256]" !! انظر: (المجلة العربية، العدد 129). وهذه فتيا جريئة يعلم كل مسلم مخالفتها لدين الإسلام، ستبؤ بإثمها هذه العجوز الهالكة.

يقول الدكتور السيد رزق الطويل عن أمينة السعيد: "كانت في وقت من الأوقات تتصدى للإفتاء في إحدى المجلات الأسبوعية حول قضايا البشر الاجتماعية والغرامية والنفسية، وكانت ترتكز في فتاواها على اجتهادات قائمة على قدر كبير من التجربة والتصور الشخصي والمزاجي، وعلى قدر قليل من العلم، وبمعزل تام عن هدي الدين الحق وهداه " (مجلة منبر الإسلام، 2 صفر 1411هـ).

7-ومن انحرافاتها: دعوتها للاختلاط المحرم، وادعاؤها بأن "حرية الاختلاط هي أقوى سياج لحماية الأخلاق"!! (مقابلتها مع مجلة الجديد، العدد 38).

وصدق الله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة:11] فهي ترى المنكر معروفاً، والمعروف منكراً.

ختاماً: يقول الدكتور محمد فؤاد البرازي في كتابه (مؤامرات على الحجاب، ص 129) متحدثاً عن أمينة السعيد:
"استبدّت بها آلام نفسية نتيجة فشلها بدعوتها المتحررة بعد عودة النساء إلى الله، والتزام الكثيرات بالحجاب؛ بل بالنقاب، فعبّرت عن ذلك قبل موتها بأربعة أيام، حين قالت بحسرة وألم لصحفية من مجلة "المصور" (العدد 3697) وهي تجري معها مقابلة: "أمينة السعيد كانت ملكة الصحافة النسائية. لقد أفنيتُ عمري كله من أجلها. أما الآن فقد هدني المرض، وتنازلت النساء عن كثير من حقوقهن. المرأة المصرية صارت ضعيفة.. الإرهابيون وسَّخوا مخّهم…" تعني بذلك: أن الإسلاميين قد أقنعوهن حتى التزمن بالإسلام. فالإسلاميون في نظرها: إرهابيون، وقيامهم بإقناع النساء بالالتزام بالحجاب "توسيخ" لعقولهن. {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف:5].
توفيت "أمينة السعيد"في 13/8/1995م.


محمد أبو الهيثم
1914-1995م




نقلاً عن موقع لواء الشريعة




محمد أبو الهيثم
المصدر: لواء الشريعة

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.