هنيئاً لفلسطين هنيئاً للزهار
فاصبري فلسطين فلديك من بعد الله حماس ولديك شعب مؤمن صابر مثابر لن يتركك وحدك تبكين وتنزفين، فافخري به وتكابري على ألآمك فلن تطول دام شبابك يبذلون لك المهور من دمائهم وأنفسهم.
قال تعالى:
{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا
عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}
[سورة الأحزاب: 23].
هلت نتائج زيارة الغراب والبومة لأراضينا، فقد قتل ما يزيد عن 19 من
جند فلسطين الأبية وكان من بينهم ابن الشيخ الزهار ـ قتل له ولد في
2004 أيضا ـ اللهم نحتسبهم عندك من الشهداء فصبر عبادك المؤمنين
وثبتهم على الحق يا أرحم الراحمين.
يقول الشيخ عبد الله قادري الأهدل:
"فها نحن نرى رجال الجهاد في الأرض المباركة، يؤمرون
قائدا لهم اليوم، فإذا منحه الله الشهادة اليوم، أمَّروا غدا قائداً
جديداً، فلم يمض على استشهاد شيخ الجهاد والمجاهدين
"أحمد ياسين" إلاّ
شهر واحد، لحق به خلفه الدكتور "عبد العزيز الرنتيسي"
، وقد سبقهما قادة كثيرون منذ أكثر
من خمسين عاماً، من أبرزهم المجاهد "عز الدين القسام"
، رحمهم الله جميعاً وجعلهم مع
الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وكل قائد منهم يدعو
الله أن يرزقه الشهادة في سبيله.
وقد حمل الراية بعد المجاهد "الرنتيسي"
بعض إخوانه، وهم يعلمون أنّ حمل
هذه الراية صعب المنال لغير هذه الكوكبة من رجال الجهاد، الذين لا
يحملونها لجاه ولا مغنم ولا لثناء من أحد من المخلوقين، وإنّما
يحملونها ليرضوا ربّهم (في سبيل الله)، فلا تزال الراية مرفوعة بأيدي
قادة الجهاد العظماء الأحرار، برغم ضعف إمكانات المجاهدين المادية،
وقلة النصير لهم من غالب حكام المسلمين.
وبرغم تعاون المنافقين الذين باعوا دينهم ووطنهم وأهلهم بثمن بخس
يأخذونه من اليهود، أتباع من قال الله تعالى في شأنهم:
{وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}
[سورة التوبة: من الآية 47]
ليتجسسوا لهم على تحركات قادة الجهاد، ليتم اغتيالهم.
وبرغم تعاون طلاب ما يسمى بالسلام المهين الكاذب ممّن لم تبق في
وجوههم قطرة من الحياء، هؤلاء كلهم يتعاونون مع أعداء الله اليهود ضد
المجاهدين.
وبرغم ما يملكه العدو اليهودي من الإمكانات المادية، وما يناله من دعم
من إخوانهم الصليبيين، وبخاصة حكام أمريكا المعتدين.
إنّ قادة الجهاد، برغم كل ذلك لا يزالون يرفعون تلك الراية الربانية
التي سيكون لأهلها العاقبة الحميدة، و النصر بإذن الله، ما صبروا
وصابروا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ
وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران:
200]". انتهى كلام الشيخ حفظه الله هنا.
عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون
على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة»
[رواه مسلم في الإمارة باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا
تزال طائفة...» 3/1524 رقم
1923].
فما يعد
"الزهار" إلاّ كأي
أب مسلم مؤمن في فلسطين يتوق ليقدم النفيس والغالي لنصرة دينه ودفاعا
عن عرضه وأرضه، فهنيئا لفلسطين الزهار ومن هم أمثال الزهار ولتصبري
فلسطين ولتحتسبي على الخونة والعملاء فلن يدوم الليل طويلا وستنقشع
عنهم غمامات الكفر وسيبدو الحق جليا.
فبينما فئة من الشباب يقيمون الاحتفالات هنا وهناك ويعربدون في
المراقص والصالات، فهناك فئة مازالت على الحق ثابتة تجاهد في سبيل
الله ما استطاعت لذلك سبيلا فقد تم تربيتهم من قادة فأصبحوا قادة
فالابن سر أبيه.
فلنتق الله في أولادنا وننشؤهم نشأ حسنا ونزرع فيهم بذرة طيبة فينتج
لنا جيل قوي فتي مؤمن متوضىء مصلي وطائع ولربّه عابد، ولا عزاء لمن
يتربى أولادهم على الخنوع والخضوع والذل والمهانة، فشتان بين قائد
ولده يجاهد وينصب وبين قائد ولده بين الأوروبيين والأمريكان يلهو
ويلعب.
هنيئا لنا نسيان غزة ونسيان شيبانها ومرضاها ونسائها، فنحن مشغولون
باستقبال إمام الكفر والضلال لنرقص معه ونقدم بناتنا يرقصن أمامه
ويتمايلن.
ويحكم..! كيف تنصرون وأنتم على هذه الحال وأي نشىء ستنتجون إن لم
تعرّفوا أبناءكم الصديق من العدو والشريف من الماجن.
فشتان شتان بين من مات تفوح منه رائح المسك والعنبر ومن مات جيفة
عطنة.
بالله عليكم أسمعتم عمن قدم أبناءه ممّن يسعون لزعزعة استقرار
الفلسطينين ويدعون أنّهم أصحاب الديمقراطية ذوي الأكف البيضاء وأنّه
لا مسيرة لشعب فلسطين دونهم، ولكن الشعب بات يوما فيوما يدرك الحقائق
والأمور بل بات الأمر جليا لأقاسي الأرض وأدانيها.
فاصبري فلسطين فلديك من بعد الله حماس ولديك شعب مؤمن صابر مثابر
لن يتركك وحدك تبكين وتنزفين، فافخري به وتكابري على ألآمك فلن تطول
دام شبابك يبذلون لك المهور من دمائهم وأنفسهم.
عبّاد ليـــل إذا جــنَّ الظــلام بهم *** كم عابـــد
دمعه في الخـــدِّ أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبُّوا إلى الموت يستجدون
رؤياه
يا رب ابعث لنا من مثلهم نفـرا *** يشيــــدون لنـــا مجـــــداً
أضعنــاه
وإنّنا لنرى رجالاً صابرين في هذه الأيّام كصبر قابض على الجمر،
رافعين راية هذا الدين، لا يدعونها تسقط ولو سقطوا هم واحدا تلو الآخر
في ميدان الشهادة، فإذا سقط قائد شهيداً حمل الراية قائد آخر، وكأنّهم
يحققون ما حققه قادة "مؤتة" في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما
روى ذلك أنس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها
عبد الله بن رواحة فأصيب، وإن عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم
لتذرفان، ثم أخذها خالد بن الوليد ـ وفي رواية: (سيف من سيوف الله) ـ
من غير إمرة، ففتح له» [صحيح
البخاري (1/420)].
حربنا حرب عقيدة لا حرب مسميات وكراسي ولا جاه، إنّما حرب تشريع
التوحيد لا غير، وإقامة الإسلام ورفع رايته وهذا ما لن يفهموه ولن
يفهموه، ولذلك مهما حاولوا كسر وإذلال الأبطال يكون الرد عليهم
كالإعصار ويثبت الله الذين آمنوا، فليبنوا الأسوار وليجندوا الخونة
فلن يفلحوا في شيء دام وعد الله العظيم المنقم الجبارا قائما.
وسمنا "بوش" بالنياشين والقلادات ونشن الصهاينة أبناءنا بالرصاص
والمدفعيات، فهنيئا لهم ملاقاة ربّهم ضاحكين وخزي علينا فلم نعد
قادرين على رفع رؤوسنا من الذل والعار.
أين الإعداد؟؟ أين إعداد الشباب للجهاد؟؟ نحن أكثر أهل الأرض شبابا
وأكثرهم خنوعا؟ فأين توجيه هؤلاء الشباب أين تربيتهم العسكرية؟ أم
دمرناهم بالمسكرات والمخدرات؟ فإن لم يكن نقهرهم بالبطالة وكسب العيش
فلا يفيقوا عما يحدث لأمتهم وما الذي يدبر لهم...
عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: «لغدوة أو روحة في سبيل الله
خير من الدنيا وما فيها» [أخرجه
البخاري، كتاب الجهاد، باب: الغدوة والروحة في سبيل الله 6/13
برقم2792، وأخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب: فضل الغدوة والروحة 3/1499
برقم 1880].
النصر له أسباب ـ على رأسها العقيدة ـ فإن لم توجد هذه الأسباب ولم
نوفرها فسنبقى خانعين.
داموا شبابنا يقتلون ونحن نضع أيادينا في أيديهم..
ودام رؤوس الكفر يسرحون ويمرحون في بلداننا..
دام أنّنا لا نقوى على رفض املاءاتهم..
داموا يستهزؤن بنبينا وديننا ونصمت..
داموا يدنسون مصاحفنا بلا رد أو غيرة..
دام دعاتنا يذهبون إليهم ويظهرون المودة والخضوع..
داموا يهتكون أعراض نسائنا دون أدنى استنكار منّا ولو بكلمة..
داموا يغررون بنا وينشرون بيننا الرذيلة ونقف مكتوفين متفرجين..
فأنّا ننصر أو نعز ونكرم لذلك هنيئا لكم أبناء فلسطين أنّ لديكم من
يرفع راية الدين وهنيئا لكل مسلم مؤمن في كافة بلاد الإسلام يغار على
الدين ويتمنى رفع راية الإسلام عاليا، هنيئا لهم سباقهم على الجنان
والشهادة.
خلق الله الجنة فقال: تكلّمي!
فقالت:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}
[سورة المؤمنون: الآية 1].
فخلق الله لها خلقاً قال لهم: أريد أن تدخلوا الجنّة.
قالوا: ما
الثمن؟
قال: أرواحكم.
قالوا: أين ميدان
البيع والشراء؟
قال: المعركة.
قالوا: ربح البيع لا
نقيل ولا نستقيل.
فقال الله:
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ}
[سورة التوبة: من الآية
111].
اللّهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللّهم وانصر الإسلام والمسلمين على
الأعداء الكافرين، اللّهم وتوفّنا شهداء صالحين، ولا تتوفّنا منافقين
أو عاصين، اللّهم واهدنا واهدِ جميع المسلمين.
وصلي اللّهم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى
بهديه واستنَّ بسنّته إلى يوم الدين.
فادي محمد
ياسين
-----------------------------------------------
المصادر:
-
الجزيرة.
- المركز الفلسطيني للإعلام.
- مقال ستبقى الراية مرفوعة بأيدي قادة الجهاد.
- مقال طلاب الجنة.
- التصنيف: