مكتوب في الحكمة

منذ 2014-04-24

الكلمة الطيبة تأسر الرجال.. وبسط الوجه يؤتي من الثمرات ما يؤتيه إنفاق الجبال، كم من موقف معقد مر مرور الكرام بسبب رد مهذب وكلمة طيبة..

الكلمة الطيبة تأسر الرجال..
وبسط الوجه يؤتي من الثمرات ما يؤتيه إنفاق الجبال
كم من موقف معقد مر مرور الكرام بسبب رد مهذب وكلمة طيبة.
كم من عداوة تبدلت محبة بسبب كلمة طيبة.
كم من سوء ظن تبدل إلى عكسه بسبب ابتسامة مشرقة ووجه بسام.

عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: "مكتوبٌ في الحِكْمَة، بُنَيَّ لتكن كلمتك طيِّبة، وليكن وجهك بسيطًا، تكن أحبَّ إلى النَّاس ممَّن يعطيهم العطاء" (الزهد والرقائق لابن المبارك، والزهد لنعيم بن حماد:373/1)..

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم:24-25]، قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة» (رواه البخاري).

قال ابن حجر في فتح الباري: قوله: "(باب طيب الكلام) أصل الطيب ما تستلذه الحواس، ويختلف باختلاف متعلقه"، قال ابن بطال: "طيب الكلام من جليل عمل البر لقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت:34]، والدفع قد يكون بالقول كما يكون بالفعل".

قوله: "وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة» هو طرف من حديث أورده المصنف موصولا في كتاب الصلح وفي كتاب الجهاد، وقد تقدم الكلام عليه هناك في باب (من أخذ بالركاب)"، قال ابن بطال: "وجه كون الكلمة الطيبة صدقة أن إعطاء المال يفرح به قلب الذي يعطاه ويذهب ما في قلبه، وكذلك الكلام الطيب فاشتبها من هذه الحيثية".

وعن بسط الوجه والتبسم:
روى أبو ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» (قال الألباني: صحيح، انظر: صحيح الجامع:2908)، روى عبد الله بن الحارث قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم" (رواه الترمذي، وحسنه شعيب الأرناؤوط )، كما روى جرير بن عبد الله فقال: "مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلاَ رَآنِي إِلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي" (البخاري).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.