متعلق بها وقد تمت خطبتها، ماذا أفعل؟

منذ 2014-04-28

متعلق بها وقد تمت خطبتها.. ماذا أفعل؟ كثير من الشباب يقعون في مثل تلك المواقف السلبية، ويكون ذلك نتيجة للاختلاط في البيوت أو في الأماكن المختلفة، مع عدم غض البصر من الطرفين، فيستغل الشيطان ذلك ويوقع التعلق..

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبدأ، ولا أدري كيف أكتب، وقلبي يخفق ودمعي يسيل، أحببت ابنة خالتي منذ صغرنا، ثم انقطعت عنها، وخلال زيارات أمي وأختي لخالتي لم أسمع عن البنت إلا كل حسن، وهذا ما جعلني أنظر إليها كشريكة لي في الحياة، وخلال اليومين الماضيين سمعت انفجار دوى بقلبي وأذني بخطوبتها، وهي موافقة على من تقدم لها، بكيت دمًا، وبعدها فكرت قليلاً فقلت مع نفسي: إذا فاتحت الموضوع مع أمي وأختي، وعلمت خالتي وعلمت البنت بأنني أحبها وأريدها زوجة لي، وهي الآن مخطوبة لآخر، وقد رغبت فيه ووافقت عليه قلت ربما أفسد سعادتها، وهذا ما لا أتمناه، وأنا لا أريد إلا الخير والسعادة لها.
ففوضت أمري لله تعالى، إلى الله أشكو حزني.

صدقوني تعبت نفسيًا، أحاول أن أنساها لكن لم أقدر، وعندما أسمع شؤون زفافها من أمي أخرج من منزلنا وأنا أبكي، ولا أريد أن يصل خبر حبي للبنت، وأفسد حياتها للأنني تفاجأت بخطبتها وموعد زفافها.
تعبت كثيرا ولا أستطيع نسيانها، ماذا أفعل؟ أحتاج للنصيحة وأريد الرد بسرعة، بارك الله فيكم.

الجواب:
تتمثل مشكلتك أيها السائل في كونك ارتبطت بابنة خالتك من الصغر، ولا تزال الذكريات التي في مخيلتك تاركة الأثر بالتعلق بها، مع الصفات الحسنة التي يحكونها عنها، وأنها قد ارتبطت بغيرك وارتضت به، وأنت في حيرة من أمرك لا تدري ماذا تفعل؟!

الأخ الكريم:
كثير من الشباب يقعون في مثل تلك المواقف السلبية، ويكون ذلك نتيجة للاختلاط في البيوت أو في الأماكن المختلفة، مع عدم غض البصر من الطرفين، فيستغل الشيطان ذلك ويوقع التعلق، ولو أن الشاب والفتاة اتقيا الله ربهما وغضا أبصارهما، ولم يختلطا لما حدث مثل ذلك، ولما تجرأ الشيطان أن يوقعهما في تلك المشاعر الجياشة المؤذية.

الأخ السائل:
هون عليك لوعتك وآلامك فالأمر أقل من ذلك كثيرًا، إنما الحادثة التي ذكرتها تتكرر مرارًا وتكرارًا، وقد قضى الله أمرًا، وقد تمت موافقة وليها على الزوج وموافقتها على الزوج، ولا يصح أن تتقدم إليها، إذ لا يصح أن يخطب المرء على خطبة أخيه، خصوصا وأنها قد وافقت، وتقول أنها صارت سعيدة بذلك، وهم يقومون الآن بترتيبات الزفاف.

أعلم بما يمكن أن يعانيه الشباب في أمثال تلك الحالات، لكن يجب أن تكون واقعيا ومؤمنا في مواجهة المشكلة، فأما الواقعية: فهي من جهة كونها قد ارتضت بزوج آخر غيرك، وارتضى وليها، فلا يمكنك تغيير الأمر بحال.

وأما الإيمانية: فلكونك يجب عليك ألا تصير بهذا المستوى من الضعف الذي بدا لنا في رسالتك، فالمؤمن مؤتنس بالله سبحانه، قلبه يمتلأ بعقيدته والإيمان به، ولا يترك في قلبه فراغًا لهذا القدر من الارتباط بأحد من الخلق فيفسد عليه عيشه.

إنها ثورة أيام أخي السائل، وستنسى إن شاء الله، ودورة الأيام كفيلة بالنسيان، وستصير بالنسبة لك ذكريات مواقف وحسب، فلا تكثر الأسى فتقع في معصية الله بالتعلق بالصور.

استمر في طريقك، وابحث عن زوجة مناسبة لك، تتصف بالإيمان والخلق الحسن، ولعل الله أن يرزقك بمن أفضل من تلك التي تأسى عليها، لا تترك نفسك وحيدًا نهبا لتلك الأفكار، لكن أنصحك أن تشغل نفسك بالمنافع في دينك ودنياك، وبصحبة الصالحين وبحضور مجالس العلم، وبالبقاء في المساجد لذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن.

واستغفر ربك من هذا التعلق السلبي، وادعوه سبحانه أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، كما أوصيك أن تدعوه بدعاء ذهاب الكروب والأحزان، في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهمِّ والحَزَنِ، والعَجزِ والكسَلِ، والجُبنِ والبُخلِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلبةِ الرِّجالِ»(صحيح البخاري).

 

خالد روشه