هناك من يمنع فتياتنا من التديّن!
منذ 2008-02-10
مؤثرات كثيرة تحسم قضية تديّن الفتاة في هذه الأيّام: البيئة المحيطة، والأسرة التي تعيش فيها، والثقافة التي تتمتع بها الفتاة. ووسائل الإعلام المختلفة. وفي المقابل جهات خارجية تحاول نزع الفتاة المسلمة عن تدينها من خلال برامج تُنفّذ في الدول العربية......
سحر القيسي: هناك من يمنع فتياتنا
من التديّن!
حاورها/ بشار دراغمة 26/1/1429
03/02/2008
مؤثرات كثيرة تحسم قضية تديّن الفتاة في هذه الأيّام: البيئة المحيطة، والأسرة التي تعيش فيها، والثقافة التي تتمتع بها الفتاة. ووسائل الإعلام المختلفة. وفي المقابل جهات خارجية تحاول نزع الفتاة المسلمة عن تدينها من خلال برامج تُنفّذ في الدول العربية. وحول هذا الموضوع التقينا الداعية "سحر القيسي" رئيسة مركز جذور الفلسطيني النسوي المتخصص في مجال الدعوة والثقافة والفنون الإسلامية وفيما يلي نص الحوار.
هل تعتقدين أنّ تديّن الفتاة أصبح من باب الموضة في أيّامنا هذه؟
لا أعتقد ذلك بل على العكس من ذلك تماماً؛ فتديّن الفتاة هذه الأيّام إنّما ينبع من إيمانها واعتقادها بفرضية الحجاب، ويظهر ذلك من خلال المسلكيات الإيجابية الكثيرة التي تنم عن شخصية الفتاة المتدينة الواثقة بحجابها، كما أنّ مغريات العصر كثيرة، الموضة أشمل من أن تكون مجرد حجاب، وما تراه الفتيات هذه الأيّام من أزياء كثيرة ومتعددة تدفعها في بعض الأحيان إلى ترك الحجاب إذا لم تكن على قناعة به، وما تراه الفتاة على التلفاز أو عبر الإنترنت من أزياء الموضة يجعلها ـ إذا كانت غير مقتنعة بحجابها ـ تتركه لتلحق الموضة، وهذا والحمد لله ليس بالأمر الظاهر أو المعروف.
كيف ترين العلاقة بين فسيولوجية الأنثى والانحياز للتدين؟
إذا كنت تقصد من السؤال أنّ الأنثى تميل إلى الحياء أكثر من الرجل فهذا الأمر ليس صحيحاً، فالحياء إن كان في المرأة أظهر إلاّ أنّ الرجال لا يخلون منه، والحياء أمر مستحب؛ لأنّ النفس الحيية تبتعد عن الأخطاء والمعاصي، وأمّا موضوع التديّن فهو لا يختص بالنساء فقط؛ فالتديّن لا يعني لبس الحجاب فقط، فالدين في أمر من أمور حياتنا مطلوب الوجود، فإذا كنت عاملاً أو طبيباً أو مهندساً فعليك ألاّ تخلو من التديّن، وليس هناك علاقة بين التديّن والأنوثة، وإن كان التديّن مطلوباً للرجل والمرأة على السواء، ولكننا كلنا يعلم أنّه بصلاح المرأة يصلح المجتمع وبفسادها ـ لا قدر الله ـ يفسد المجتمع.
تديّن الفتاة هذه الأيّام تقليد أم عقيدة؟
في ظل المغريات الكثيرة الموجودة في المجتمع واطّلاع الفتيات هذه الأيّام على كل ما يدور في الدنيا من أحداث وأزياء فإنّ تمسك الفتاة بحجابها يدل على أنّ تمسّكها به هو تمسّك عقديّ نابع من إيمانها وحرصها على دينها وعقيدتها، وهذا يعني إدراكاً منها لدور الفتاة المسلمة في صيانة مجتمعها وتقدم أمتها وحرصها على إظهار الفتاة المسلمة المتمتعة بكافة الحقوق التي منحها إيّاها الإسلام.
برأيك .. من هو المؤثر والمسبّب لتدين الفتاة؟
الحقيقة أنّ المؤثرات في تدين الفتاة في هذه الأيّام كثيرة بالإضافة إلى العوامل المعهودة من البيئة المحيطة، والأسرة التي تعيش فيها فهناك أيضاً الثقافة التي تتمتع بها الفتاة، فوجود بعض المحطات الفضائية الهادفة جعل من تديّن الفتاة أمراً مقبولاً، وكذا لا ننسى بعض الدعاة الذين كان لأسلوبهم الفضل ـ بعد الله تعالى ـ على تديّن بعض الفتيات، ولا ننسى الصحوة الإسلامية العامة التي انتشرت، وظهر أثرها في الشارع العربي الإسلامي، وبروز بعض القيادات النسوية الإسلامية المحلية دفع بالفتيات إلى اتخاذهن قدوة لشعورهن بأنّ الحجاب لا يمنع الفتاة من ممارسة أنشطتها الاجتماعية والثقافية والفكرية.
هل يمكن أن تلتزم الفتاة بالتديّن في كافة مراحلها أم أنّه مقتصر على مرحلة عمرية معينة؟
هذا أمر لا يمكن قياسه؛ لأنّ الفتاة عندما تتديّن عن قناعة فإنّها تلتزم بدينها وحجابها ما حييت، أمّا إن كان المقصود به طول فترة الالتزام الروحي الإيماني فإنّ الإيمان كالحرارة يرتفع وينخفض ويسري ذلك على الرجال والنساء على حد سواء، فكلما زادت صلة العبد بربه وتقرب إليه بالنوافل والطاعات ارتفعت حرارة إيمانه، وكلما قلت صلته بالله خفت الحرارة الإيمانية، وليس ذلك على النساء دون الرجال.
هناك من الأزواج من لا يريد أن تظهر زوجته بمظهر المتدينة.. ماذا تقولين؟
أرى أنّ الوقاية خير من العلاج. فعند اختيار الزوج يجب على الفتاة أن تحرص على صاحب الدين والخلق عند زواجها، وأن تطلعه على أهمية الدين في حياتها، وأنّ حجابها أمر لا يمكن الاستغناء عنه، وكل هذا يُستعاض عنه بالزواج يصاحب الدين كما يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه». أمّا إن وقعت في المحظور، وتزوّجت بغير صاحب دين فعليها أن ترفض قراره بالتبرج، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأمر الله أولى أن يُتّبع، وإن كان لا بد فلتقلّل من خروجها من البيت سافرة، ولتعلمه أنّ مَن لا يغار على عرضه ديّوث مغضوب عليه من الله، وأنّه إن كان يحبها ويغار عليها فكيف له أن يأمرها بالتزيّن لغيره.
ما هو دور المناهج الدراسية في قضية تدين الفتيات؟
للمناهج المدرسية أثر فعّال في توجيه سلوك الطالبات، وتنمية قدرتهن على التواصل مع المجتمع، وأرى أن تطعيم المناهج المدرسية بالإيمانيات العالية، وإظهار دور المرأة المسلمة في المجتمع، وكذا ضرب أمثلة من التاريخ الإسلامي العريض للنساء المسلمات القائدات في مجالاتهن، وكذلك زيادة الثقة بنفسها، وأنّ قيمة المرأة في روحها وعقلها، وليس بجسدها وجمالها ليعطي الفتاة الدافع لتكون مسلمة متدينة فكراً وعقيدة وثقافة وقيادة.
ما هو دور الجمعيات النسوية والمراكز الدعوية في هذا الموضوع؟
دور الجمعيات النسوية والمراكز الدعوية في هذا الموضوع كبير جداً؛ لا يقتصر العمل في الجمعيات النسوية على تشغيل الأيدي العاملة، وإنّما بالنهوض بالمرأة فكرياً ودعوياً وثقافياً، ومن وسائل التوعية والتثقيف عقد المحاضرات والندوات، واستضافة للشخصيات الإسلامية المحببة للحجاب والتديّن بشكل عام، كما يمكن عقد ورش عمل تدل على اهتمام الإسلام بالمرأة وحرصه على تنمية قدراتها الفكرية والعقلية، وحرصه على صونها لصون المجتمع من الانحلال والوقوع في الحرمات.
هناك فتيات يُجبرن على التديّن وارتداء الحجاب. كيف لنا أن نحوّل هذا الأمر لقناعة لدى الفتاة وتتعامل معه بحب ومن تلقاء نفسها؟
يجب أن يكون الإقناع بالحجاب قبل الإجبار على ارتدائه، كما أنّ تعويد الفتاة على الستر منذ نعومة أظفارها يهيئها لقبول الحجاب، ولا ننسى أنّ الأقران لهم الدور الأكبر في قبول الأمر أو رفضه؛ فلنحرص أن يكون أقرانها ممّن يرتدين الحجاب، ولنضرب لهن الأمثلة عن الصور المشرقة للفتيات المحجبات، ولنطلعهن على سبيل التائبات من الفنانات وغيرهن، كيف أنّهن جرّبن غير الحجاب، وعُدْن إلى الله وتمسّكن بحجابهن. إذن التعويد على الحجاب والقبول بفكرته منذ الصغر ثم اختيار القرينات الصالحات والاطلاع على مَن جرّب غير الحجاب ما مصيره، وكيف أنّ من تابت وعادت إلى الله، والتزمت بالحجاب، وتخلّت عن كل مغريات الدنيا، والسعيد من اتّعظ بغيره.
هل تعتقدين أنّ جهات خارجية ـ ومن خلال برامج تنفذها في البلاد العربية ـ تسعى إلى جعل الفتاة تبتعد عن التديّن؟
تعاني المرأة في المجتمعات الغربية من الظلم والاضطهاد وليس المقصود بالظلم الظلم المادي من هضم لحقوقها في العمل أو الميراث أو غيره، وإنّما الظلم المعنوي، وهو أن قيمة المرأة هناك هو جمال وجهها وجسدها، ممّا أدّى إلى انحلال المجتمع الغربي وانتشار الرذيلة فيه، ولأنّ المجتمعات الإسلامية مازالت تحتفظ بقيمها ومبادئها يحاول الغرب جاهداً نزع المرأة عن دينها، وخلعها عن كل ما هو أصيل، فنراهم يجاهدون لتسويق البرامج التي تهدف إلى خروج المرأة سافرة تحمل أفكاراً هدّامة عن الإسلام، ولأنّهم يرون أنّ المرأة في البلاد العربية هي مفتاح تلك البلاد فما عجزت عنه طائراتهم يحاولون تحقيقه عليه من خلال النساء.
حاورها/ بشار دراغمة 26/1/1429
03/02/2008
مؤثرات كثيرة تحسم قضية تديّن الفتاة في هذه الأيّام: البيئة المحيطة، والأسرة التي تعيش فيها، والثقافة التي تتمتع بها الفتاة. ووسائل الإعلام المختلفة. وفي المقابل جهات خارجية تحاول نزع الفتاة المسلمة عن تدينها من خلال برامج تُنفّذ في الدول العربية. وحول هذا الموضوع التقينا الداعية "سحر القيسي" رئيسة مركز جذور الفلسطيني النسوي المتخصص في مجال الدعوة والثقافة والفنون الإسلامية وفيما يلي نص الحوار.
هل تعتقدين أنّ تديّن الفتاة أصبح من باب الموضة في أيّامنا هذه؟
لا أعتقد ذلك بل على العكس من ذلك تماماً؛ فتديّن الفتاة هذه الأيّام إنّما ينبع من إيمانها واعتقادها بفرضية الحجاب، ويظهر ذلك من خلال المسلكيات الإيجابية الكثيرة التي تنم عن شخصية الفتاة المتدينة الواثقة بحجابها، كما أنّ مغريات العصر كثيرة، الموضة أشمل من أن تكون مجرد حجاب، وما تراه الفتيات هذه الأيّام من أزياء كثيرة ومتعددة تدفعها في بعض الأحيان إلى ترك الحجاب إذا لم تكن على قناعة به، وما تراه الفتاة على التلفاز أو عبر الإنترنت من أزياء الموضة يجعلها ـ إذا كانت غير مقتنعة بحجابها ـ تتركه لتلحق الموضة، وهذا والحمد لله ليس بالأمر الظاهر أو المعروف.
كيف ترين العلاقة بين فسيولوجية الأنثى والانحياز للتدين؟
إذا كنت تقصد من السؤال أنّ الأنثى تميل إلى الحياء أكثر من الرجل فهذا الأمر ليس صحيحاً، فالحياء إن كان في المرأة أظهر إلاّ أنّ الرجال لا يخلون منه، والحياء أمر مستحب؛ لأنّ النفس الحيية تبتعد عن الأخطاء والمعاصي، وأمّا موضوع التديّن فهو لا يختص بالنساء فقط؛ فالتديّن لا يعني لبس الحجاب فقط، فالدين في أمر من أمور حياتنا مطلوب الوجود، فإذا كنت عاملاً أو طبيباً أو مهندساً فعليك ألاّ تخلو من التديّن، وليس هناك علاقة بين التديّن والأنوثة، وإن كان التديّن مطلوباً للرجل والمرأة على السواء، ولكننا كلنا يعلم أنّه بصلاح المرأة يصلح المجتمع وبفسادها ـ لا قدر الله ـ يفسد المجتمع.
تديّن الفتاة هذه الأيّام تقليد أم عقيدة؟
في ظل المغريات الكثيرة الموجودة في المجتمع واطّلاع الفتيات هذه الأيّام على كل ما يدور في الدنيا من أحداث وأزياء فإنّ تمسك الفتاة بحجابها يدل على أنّ تمسّكها به هو تمسّك عقديّ نابع من إيمانها وحرصها على دينها وعقيدتها، وهذا يعني إدراكاً منها لدور الفتاة المسلمة في صيانة مجتمعها وتقدم أمتها وحرصها على إظهار الفتاة المسلمة المتمتعة بكافة الحقوق التي منحها إيّاها الإسلام.
برأيك .. من هو المؤثر والمسبّب لتدين الفتاة؟
الحقيقة أنّ المؤثرات في تدين الفتاة في هذه الأيّام كثيرة بالإضافة إلى العوامل المعهودة من البيئة المحيطة، والأسرة التي تعيش فيها فهناك أيضاً الثقافة التي تتمتع بها الفتاة، فوجود بعض المحطات الفضائية الهادفة جعل من تديّن الفتاة أمراً مقبولاً، وكذا لا ننسى بعض الدعاة الذين كان لأسلوبهم الفضل ـ بعد الله تعالى ـ على تديّن بعض الفتيات، ولا ننسى الصحوة الإسلامية العامة التي انتشرت، وظهر أثرها في الشارع العربي الإسلامي، وبروز بعض القيادات النسوية الإسلامية المحلية دفع بالفتيات إلى اتخاذهن قدوة لشعورهن بأنّ الحجاب لا يمنع الفتاة من ممارسة أنشطتها الاجتماعية والثقافية والفكرية.
هل يمكن أن تلتزم الفتاة بالتديّن في كافة مراحلها أم أنّه مقتصر على مرحلة عمرية معينة؟
هذا أمر لا يمكن قياسه؛ لأنّ الفتاة عندما تتديّن عن قناعة فإنّها تلتزم بدينها وحجابها ما حييت، أمّا إن كان المقصود به طول فترة الالتزام الروحي الإيماني فإنّ الإيمان كالحرارة يرتفع وينخفض ويسري ذلك على الرجال والنساء على حد سواء، فكلما زادت صلة العبد بربه وتقرب إليه بالنوافل والطاعات ارتفعت حرارة إيمانه، وكلما قلت صلته بالله خفت الحرارة الإيمانية، وليس ذلك على النساء دون الرجال.
هناك من الأزواج من لا يريد أن تظهر زوجته بمظهر المتدينة.. ماذا تقولين؟
أرى أنّ الوقاية خير من العلاج. فعند اختيار الزوج يجب على الفتاة أن تحرص على صاحب الدين والخلق عند زواجها، وأن تطلعه على أهمية الدين في حياتها، وأنّ حجابها أمر لا يمكن الاستغناء عنه، وكل هذا يُستعاض عنه بالزواج يصاحب الدين كما يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه». أمّا إن وقعت في المحظور، وتزوّجت بغير صاحب دين فعليها أن ترفض قراره بالتبرج، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأمر الله أولى أن يُتّبع، وإن كان لا بد فلتقلّل من خروجها من البيت سافرة، ولتعلمه أنّ مَن لا يغار على عرضه ديّوث مغضوب عليه من الله، وأنّه إن كان يحبها ويغار عليها فكيف له أن يأمرها بالتزيّن لغيره.
ما هو دور المناهج الدراسية في قضية تدين الفتيات؟
للمناهج المدرسية أثر فعّال في توجيه سلوك الطالبات، وتنمية قدرتهن على التواصل مع المجتمع، وأرى أن تطعيم المناهج المدرسية بالإيمانيات العالية، وإظهار دور المرأة المسلمة في المجتمع، وكذا ضرب أمثلة من التاريخ الإسلامي العريض للنساء المسلمات القائدات في مجالاتهن، وكذلك زيادة الثقة بنفسها، وأنّ قيمة المرأة في روحها وعقلها، وليس بجسدها وجمالها ليعطي الفتاة الدافع لتكون مسلمة متدينة فكراً وعقيدة وثقافة وقيادة.
ما هو دور الجمعيات النسوية والمراكز الدعوية في هذا الموضوع؟
دور الجمعيات النسوية والمراكز الدعوية في هذا الموضوع كبير جداً؛ لا يقتصر العمل في الجمعيات النسوية على تشغيل الأيدي العاملة، وإنّما بالنهوض بالمرأة فكرياً ودعوياً وثقافياً، ومن وسائل التوعية والتثقيف عقد المحاضرات والندوات، واستضافة للشخصيات الإسلامية المحببة للحجاب والتديّن بشكل عام، كما يمكن عقد ورش عمل تدل على اهتمام الإسلام بالمرأة وحرصه على تنمية قدراتها الفكرية والعقلية، وحرصه على صونها لصون المجتمع من الانحلال والوقوع في الحرمات.
هناك فتيات يُجبرن على التديّن وارتداء الحجاب. كيف لنا أن نحوّل هذا الأمر لقناعة لدى الفتاة وتتعامل معه بحب ومن تلقاء نفسها؟
يجب أن يكون الإقناع بالحجاب قبل الإجبار على ارتدائه، كما أنّ تعويد الفتاة على الستر منذ نعومة أظفارها يهيئها لقبول الحجاب، ولا ننسى أنّ الأقران لهم الدور الأكبر في قبول الأمر أو رفضه؛ فلنحرص أن يكون أقرانها ممّن يرتدين الحجاب، ولنضرب لهن الأمثلة عن الصور المشرقة للفتيات المحجبات، ولنطلعهن على سبيل التائبات من الفنانات وغيرهن، كيف أنّهن جرّبن غير الحجاب، وعُدْن إلى الله وتمسّكن بحجابهن. إذن التعويد على الحجاب والقبول بفكرته منذ الصغر ثم اختيار القرينات الصالحات والاطلاع على مَن جرّب غير الحجاب ما مصيره، وكيف أنّ من تابت وعادت إلى الله، والتزمت بالحجاب، وتخلّت عن كل مغريات الدنيا، والسعيد من اتّعظ بغيره.
هل تعتقدين أنّ جهات خارجية ـ ومن خلال برامج تنفذها في البلاد العربية ـ تسعى إلى جعل الفتاة تبتعد عن التديّن؟
تعاني المرأة في المجتمعات الغربية من الظلم والاضطهاد وليس المقصود بالظلم الظلم المادي من هضم لحقوقها في العمل أو الميراث أو غيره، وإنّما الظلم المعنوي، وهو أن قيمة المرأة هناك هو جمال وجهها وجسدها، ممّا أدّى إلى انحلال المجتمع الغربي وانتشار الرذيلة فيه، ولأنّ المجتمعات الإسلامية مازالت تحتفظ بقيمها ومبادئها يحاول الغرب جاهداً نزع المرأة عن دينها، وخلعها عن كل ما هو أصيل، فنراهم يجاهدون لتسويق البرامج التي تهدف إلى خروج المرأة سافرة تحمل أفكاراً هدّامة عن الإسلام، ولأنّهم يرون أنّ المرأة في البلاد العربية هي مفتاح تلك البلاد فما عجزت عنه طائراتهم يحاولون تحقيقه عليه من خلال النساء.
المصدر: الإسلام اليوم
- التصنيف: