امتحان القلوب - (1) المقدمة

الحمد لله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:

فإن الحديث عن القلب وامتحانه وابتلائه حديث بالغ الأهمية في وقت قست فيه القلوب، وضعف فيه الإيمان، واشتغل فيه بالدنيا، وأعرض الناس عن الآخرة.

ولن أتحدث هنا عن الأمراض الحسية، وما ينتاب هذا القلب من أدواء. لكنني سأتحدث عما يعرض لهذا القلب خلال سيره إلى الله من امتحانات وابتلاءات وما علامات صحته وعلته؟ وما مواطن الابتلاء والامتحان لهذا القلب؟

وسوف أركز خلال الحديث عن القلب على الاستشهاد بكلام الله وكلام رسوله، فالحديث عن القلب ليس بالأمر الهين ولا السهل، فلا أحد أعلم بأحوال هذا القلب وما ينتابه من خالقه {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]، ومَن أُنزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3، 4].

وأنى لنا بمعرفة أسرار القلوب وخواطرها:

ومكلف الأشياء فوق طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار

ملخص من كتاب: امتحان القلوب.