دموع المآذن - (11) بغض الشيطان للصلاة

منذ 2014-04-29

إذا رأى الشيطانُ ابنَ آدم ساجداً لله اعتزل ناحية يبكي ويقول: "يا ويله! أُمر ابنُ آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت، فلي النار".

ولا يكاد الشيطان يبغض شيئاً كبغضه للصلاة..
ولذلك إذا رأى الشيطانُ ابنَ آدم ساجداً لله اعتزل ناحية يبكي ويقول: "يا ويله! أُمر ابنُ آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت، فلي النار" (رواه مسلم).

والشيطان من بغضه للصلاة أنه إذا نودي للصلاة أدبر وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: "اذكر كذا اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى" (متفق عليه).

نعم يتسلط عليه الشيطان وهو في صلاته ليفسدها عليه، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان ليلطف بالرجل في صلاته، ليقطع عليه صلاته، فإذا أعياه نفخ في دبره ليخيل إليه أنه أحدث، فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئاً فلا ينصرف حتى يجد ريحاً أو يسمع صوتاً» (رواه الطبراني، وقال الهيثمي رجاله ثقات).

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» (رواه البخاري)، وبلغ من حقد الشيطان: "أنه إذا نام العبد يعقد على قافية رأسه ثلاث عقد، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد" (رواه البخاري)، حتى لا يستيقظ للصلاة.

بل الأمر أعظم من ذلك، فإن الشيطان يجتهد في إغراق العبد في النوم، لتفوته الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خيشومه» (متفق عليه).

بل في الصحيحين، أنه ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ نام عن الفجر ليلة حتى أصبح فقال:
«ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه»، وعند البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بعذاب من يخرجون الصلاة عن وقتها، فقال فيما رواه البخاري: «إنه أتاني آتيان فابتعثاني فانطلقت معهما فأتينا على رجل مضطجع».

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب: (دموع المآذن) للشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي

محمد بن عبد الرحمن العريفي

دكتور وعضو هيئة التدريس بكلية إعداد المعلمين

المقال السابق
(10) كمال الصلاة
المقال التالي
(12) مشتاقٌ يحتضر