لا تحزن - وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ (3)
منذ 2014-05-07
وأجلُّ الكتب وأشرفها وأرفعها: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
- أقوالٌ في فضل الكتاب: وقال أبو عبيدة: قال المهلَّب لبنيه في وصيته: يا بَنِيَّ، لا تقوموا في الأسواق إلا على زرَّاد أو ورَّاق.
وحدّثني صديق لي قال: قرأتُ على شيخ شامي كتاباً فيه من مآثرِ غطفان، فقال: ذهبتِ المكارم إلا من الكتب. وسمعتُ الحسن اللؤلؤي يقول: غبرتُ أربعين عاماً ما قِلتُ ولا بتُ ولا اتكأتُ، إلا والكتاب موضوع على صدري.
وقال ابن الجهم: إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم. وبئس الشيء النوم الفاضل عن الحاجة. تناولتُ كتاباً من كتب الحِكم، فأجدُ اهتزازي للفوائد، والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة، والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة، وعزُّ التبين أشدُّ إيقاظاً من نهيقِ الحميرِ، وهدَّةِ الهَدْمِ.
وقال ابنُ الجهم: إذا استحسنتُ الكتاب واستجدتُه، ورجوتُ منه الفائدة، ورأيتُ ذلك فيه، فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظرُ كم بقي من ورقة مخافة استنفاده، وانقطاع المادة من قلبه، وإن كان المصحفُ عظيم الحجمِ كثير الورقِ كثير العددِ فقد تمَّ عيشي وكمل سروري.
وذكر العتبي كتاباً لبعض القدماء فقال: لولا طولُه وكثرةُ ورقِهِ لنسختُه. فقال ابن الجهم: لكني ما رغَّبني فيه إلا الذي زهَّدك فيه، وما قرأتُ قطُّ كتاباً كبيراً فأخلاني من فائدة، وما أحصي كم قرأتُ من صغار الكتب فخرجتُ منها كما دخلتُ!.
وأجلُّ الكتب وأشرفها وأرفعها: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
عائض بن عبد الله القرني
حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: