لا تحزن - الاكتئابُ طريقُ الشقاءِ (1)

منذ 2014-05-13

الانتحارُ لا يعترفُ بالأسماءِ والمناصبِ والدولِ، لكنَّه يخافُ من المؤمنين، بعضُ الأرقامِ تؤكدُ أنَّ ضحاياهُ وصلوا إلى 200 مليون مريضٍ في كلِّ أنحاءِ العالمِ، إلاَّ أنَّ آخر الإحصاءاتِ تؤكّدُ أنَّ واحداً على الأقلِّ بين كل عشرةِ أفرادٍ على وجهِ الأرضِ مصابٌ بهذا المرضِ الخطير!!

ذكرتْ جريدةُ (المسلمون) عدد 240 في شهرِ صفر سنة 1410هـ، أنَّ هناك 200 مليون مكتئبٍ على وجهِ الأرضِ!

الاكتئابُ العالم!! لا يفرِّقُ بين دولةٍ غربيةٍ وأخرى شرقية! أو غنيٍّ وفقيرٍ. إنه مرضٌ يصيبُ الجميع، ونهايتُه في الغالبِ الانتحارُ!!

الانتحارُ لا يعترفُ بالأسماءِ والمناصبِ والدولِ، لكنَّه يخافُ من المؤمنين، بعضُ الأرقامِ تؤكدُ أنَّ ضحاياهُ وصلوا إلى 200 مليون مريضٍ في كلِّ أنحاءِ العالمِ، إلاَّ أنَّ آخر الإحصاءاتِ تؤكّدُ أنَّ واحداً على الأقلِّ بين كل عشرةِ أفرادٍ على وجهِ الأرضِ مصابٌ بهذا المرضِ الخطير!!

وقد وصلتْ خطورةُ هذا المرضِ أنه لا يصيبُ الكبار فقط، بل يصِلُ إلى حدِّ مداهمةِ الجنينِ في بطنِ أمِّه!!

  • الاكتئابُ بوابةُ الانتحار: {لاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}، {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
    تذكر الأخبارُ التي تناقلتْها وِكالاتُ الأنباءِ أنَّ مرض الاكتئابِ قد تمكَّن من الرئيسِ السابق للولاياتِ المتحدة الأمريكية (رونالدْ ريجان). وتعودُ إصابةُ الرئيس الأمريكي بهذا المرضِ لتجاوزِه سنَّ السبعين في الوقتِ الذي لا يزالُ يتعرَّضُ فيه لضغوطٍ عصبيةٍ كبيرةٍ، بالإضافةِ للعملياتِ الجراحيةِ التي أُجريتْ له على فتراتٍ متلاحقةٍ، {وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}.

    وهناك الكثيرُ من المشاهيرِ وخاصَّةً مَنْ يعملون بالفنِّ، يداهمُهمْ هذا المرضُ، وقد كان الاكتئابُ سبباً رئيساً -إنْ لم يكنْ الوحيد- في موتِ الشاعرِ صلاح جاهين، وكذلك يُقال: إنَّ نابليون بونابرت مات مكتئباً في منفاهُ {وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}. 

    وما زلنا نذكرُ أيضاً الخبر الذي طيَّرتْه وكِالات الأنباءِ، احتلَّ صدر الصفحاتِ الأولى في أغلبِ صحفِ العالمِ، عن الجريمةِ المروِّعةِ التي ارتكبتْها أمٌّ ألمانيةٌ بقتلِ ثلاثةٍ منْ أطفالها، واتضح أنَّ السبب هو مرضُها بالاكتئابِ، ولحبِّها الشديدِ لأطفالها خافتْ أنْ تورثهم العذاب والضيق الذي تشعرُ بهِ، فقرّرتْ إراحتهم!! منْ هذا العذابِ بقتِلهم الثلاثةِ .. ثم قتلتْ نفسها!!. 

    وأرقامُ منظمةِ الصحةِ العالميةِ تشيرُ إلى خطورةِ الأمرِ، ففي عام 1973م كان عددُ المصابين بالاكتئابِ في العالمِ 3%، وارتفعتْ هذه النسبةُ لتصل إلى 5% في عام 1978م، كما أشارتْ بعضُ الدراساتِ إلى وجودِ فردٍ أمريكيٍّ مصابٍ بالاكتئاب منْ كلِّ أربعةٍ!! في حين أعلن رئيسُ مؤتمرِ الاضطرابِ النفسيِّ الذي عُقد في شيكاغو عام 1981م أنَّ هناك 100 مليونِ شخصٍ في العالمِ يعانون من الاكتئابِ، أغلبُهمْ منْ دولِ العالمِ المتقدم، وقالتْ أرقامٌ أخرى أنهم مائتا مليون مكتئبٍ!! {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ}.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

المقال السابق
وقفة (15)
المقال التالي
الاكتئابُ طريقُ الشقاءِ (2)