الجنة تنادي.. فهل من مجيب؟!

منذ 2014-05-17

فإن الحياة بين غمضة عين وأخرى تنتهي، والسائرون على الأرض اليوم هم في الغد بباطنها، بل وقد لا يمر عليهم اليوم إلا وهم ماض يطوى، فأدرك نفسك يا من طرقت تباشير التوبة باب قلبك، لكن حال بينك وبينها التكاسل والتشاغل بالدنيا، والتلهف على زينتها..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الحياة بين غمضة عين وأخرى تنتهي، والسائرون على الأرض اليوم هم في الغد بباطنها، بل وقد لا يمر عليهم اليوم إلا وهم ماض يطوى، فأدرك نفسك يا من طرقت تباشير التوبة باب قلبك، لكن حال بينك وبينها التكاسل والتشاغل بالدنيا، والتلهف على زينتها..

ويا من شعرت بالذنب، وآثرت اللجوء لربك الرحيم، ثم تثاقلت خطواتك عن طريق المجاهدة، اسمع إلهك وهو يناديك على الناس جميعاً فيقول: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].

يا من أردت الصلاح ثم مالت بك نفسك للاستمتاع بالحياة الدنيا، اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر» (رواه الترمذي وحسنه، وضعفه الألباني).

ثم ها هو صلى الله عليه وسلم يحذرك من فتن الزمان فيقول: «بادروا في الأعمال الصالحة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، ويبيع دينه بعرض الدنيا» (رواه مسلم)، (2).

وإليك يا أخي بعض الأعمال الصالحة التي تكون سبباً لنجاتك في الدنيا، ودخولك الجنة..
قال صلى الله عليه وسلم: «من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة» (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة» (رواه البخاري).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة» (رواه البخاري).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة» (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح» (رواه البخاري).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة» (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة» (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًّ، وجبت له الجنة» (رواه أبو داود)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة» (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو بريء من ثلاث: الكبر، والغلول، والدّين دخل الجنة» (رواه الترمذي)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة» (رواه الترمذي بهذا اللفظ ومسلم)، جاريتين: أي ابنتين من بناته، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أذن اثني عشرة سنة وجبت له الجنة» (رواه ابن ماجه، وقال الألباني: صحيح).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة» (رواه الترمذي، وقال الألباني: صحيح)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً» (رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن).

وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة» (رواه البخاري).
وقال صلى الله عليه وسلم: (تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله، وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة). رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» (رواه الترمذي، وقال الألباني: صحيح).

وقال صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة» (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس» (رواه مسلم).

وقال صلى الله عليه وسلم: «سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت، إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه، دخل الجنة» (رواه البخاري).

فبادر يا أخي بالأعمال الصالحة، وإياك من التكاسل والتسويف، فإن العمر قصير والأجل مجهول، والموت يأتي فجأة، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- منقول من موقع (ملتقى الأحبة في الله)، وأصله في مطوية.

المصدر: موقع إمام المسجد