«من أتى إليكم معروفًا فكافئوه»

منذ 2014-05-25

أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم بألا ننسى الفضل فيما بيننا، وأن ننسِب هذا الفضل إلى أهله، قال الله تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة من الآية:237]. والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نتحلَّى بهذا الخُلق أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم: «... ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه» (رواه أحمد، وأبو داود، وصحَّحه الألباني).

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول، الله صلى الله عليه وسلم؛ وبعد..

لقد أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم بألا ننسى الفضل فيما بيننا، وأن ننسِب هذا الفضل إلى أهله، قال الله تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة من الآية:237].

والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نتحلَّى بهذا الخُلق أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم: «... ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه» (رواه أحمد، وأبو داود، وصحَّحه الألباني).

ولما كان من عادة الناس أن يفرحوا إذا نُسِبَ الخير إليهم، كان الاعتراف بالفضل باعِثًا على مرضاته بعد مرضاة الله تعالى، لأن من يشكر فهو في الحقيقة يشكر المولى الذي أجرى على أيديهم الخير، وقد جاء في الحديث: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» (رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي).

والله ربّ العالمين هو صاحب الفضل أولًا وآخِرًا، ونِعمه سبحانه لا تُعدُّ ولا تُحصى، فيجب علينا نعترِف بنعمه وأن نشكره عليها، قال تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان من الآية:14]. فيجب علينا أن نُطيعه فلا نَعصيه، وأن نشكره فلا نَكفره، وأن نذكره فلا ننساه.

ولا ننسى أننا مدينون بالفضل لمن أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فيجب علينا أن نُطيعه فيما أمر، وأن ننتهي عمَّا نهى عنه وزجر.

وأصحابه الذين رضي الله عنهم، الذين فتحوا قلوبهم للرسول قبل أن يفتحوا بيوتهم، ودافعوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأموالهم وأرواحهم، وتحمَّلوا الصعاب، وحملوا الدين، ونقلوا لنا العلم لا بد أن نعترف لهم بالفضل والجميل، خاصةً ونحن في زمنٍ يُسبون فيه من لئام البشر وأراذلهم.

وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرنا أن نكافئ من صنع إلينا معروفًا فإن الوالدين كم لهما من معروف.. فأمٌّ سهِرت لننام، وتعِبت لنستريح، ومسحت عنَّا الأذى بيمينها، وأبٌ كم جدّ وكم وتعِب، ألا يستدعي ذلك كله مِنَّا الشكر؟!

وفي الختام: لا ننسى حق علمائنا ومشايخنا كم لهم من جميل، فكم من غافلٍ ذكَّروه، وكم من جاهلٍ علَّموه، وكم من شاردٍ ردوه، فما من إنسانٍ لزم الطريق إلا وقد كان للعلماء فضل في هدايته.

وعمومًا.. فكل إنسان قدَّم لك معروفًا لا بد أن يكافئ عليه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، والمكافئة تختلف من شخصٍ لشخص.. حسب حال المكافِئ والمكافَئ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد رشيد

داعية و إمام بوزارة الأوقاف المصرية