ولكن لا تحبّون النّاصحين

منذ 2014-05-28

النّصيحة وأخَصُّ منها النّقد الّذي هو تحديد الأخطاء مكروه طبعا عند عامّة بني الإنسان، ومع ذلك لا تكاد تجد من يقول صراحة ووجها (أنا لا أحبّ النّصح والنّصيحة والنّاصح).

النّصيحة وأخَصُّ منها النّقد الّذي هو تحديد الأخطاء مكروه طبعا عند عامّة بني الإنسان، ومع ذلك لا تكاد تجد من يقول صراحة ووجها (أنا لا أحبّ النّصح والنّصيحة والنّاصح)، وإنّما تجد أحد رجلين:

  1. إمّا ملتمس لسبب خارج يمكن أن يخادع به نفسه وغيره كأن يلتفت إلى أسلوب النّصح فيزعم أنّه لم يكن لائقا (أصاب في ذلك أو أخطأ) صادفا عن حقيقة النّصيحة وما فيها ممّا لم يمكنه دفعه بالتّكذيب أو الحجّة
  2. وإمّا ملتمس لأبعد من ذلك وأفحش وألأم حين يحاول إسقاط النّاصح نفسه بالاستدلال على كونه ليس أهلا للنّصح، بعد أن أعجزه بعد التّفتيش التّعلّق بخلل في جوهر النّصيحة أو أسلوبها.

    وكره النّقد ليس شرّا كلّه فإنّه لولاه لاستوى عند النّاس الإصابة والخطأ، فإنّ كراهية النّقد تابعة لكراهية الخطأ، لكنّ تضخّم هذه الكراهية إلى حدّ نسيان لزوم الخطأ للبشريّ من حيث هو ابن آدم خطّاء تحمل على التّبرير فالإكثار منه فتسويغ الخطأ فإضفاء الشّرعيّة عليه، فيصير الخطأ الصّغير الأوّل بهذه اللّواحق مطمور أخطاء وأغاليط.
    فاللهمّ اغفر وارحم..

     

كمال المرزوقي

رئيس جامعة الإمام مالك للعلوم الشّرعيّة بتونس.