ذكريات في المشفى - (4) ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
تقول صاحبتنا:
آهٍ من ليل المريض، يطول.. يطول بلا حدود..
بالليل تتزايد الآلام**، وتُحاط الروح بالقلق والأسقام..
فيُفارِق المريض كل شعور بالطمأنينة والسلام..
أما النهار ففيه نوع فرج واستبشار..
فكان يُسلِّيني -نوعًا ما-: تردُّد الأطباء، وعيادة الأهل والأقرباء: فَمِن راقٍ، ومِن سائلٍ، ومِن زائرٍ...
فإذا جنّ على الكون الظلام، وانصرف من حولي الأنام..
رفعت ناظري باكية إلى السماء، أكثر المناجة والدعاء: اللهم مُنّ عليَّ بالعافية والشفاء، وأذن اللهم لليلي هذا بالانقشاع والانجلاء...
يتبع...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* يقول امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله *** عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لمَّا تمطَّى بصلبه *** وأردف إعجازًا وناء بكلكلي
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي *** بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
* "ثم قدَّر الله وعَلِمت بعد سنوات أن الله أمتنَّ على العباد بمادةٍ يُفرِزها الجسم بالنهار تُخفِّف من الشعور بالآلام، ويقِلُّ إفرازها إذا جنَ الظلام؛ لذا يزداد الشعور فيه بالألم والأسقام..".
- التصنيف: