ذكريات في المشفى - (4) ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي

منذ 2014-06-02

تقول صاحبتنا:

آهٍ من ليل المريض، يطول.. يطول بلا حدود..

بالليل تتزايد الآلام**، وتُحاط الروح بالقلق والأسقام..

فيُفارِق المريض كل شعور بالطمأنينة والسلام..

أما النهار ففيه نوع فرج واستبشار..

فكان يُسلِّيني -نوعًا ما-: تردُّد الأطباء، وعيادة الأهل والأقرباء: فَمِن راقٍ، ومِن سائلٍ، ومِن زائرٍ...

فإذا جنّ على الكون الظلام، وانصرف من حولي الأنام..

رفعت ناظري باكية إلى السماء، أكثر المناجة والدعاء: اللهم مُنّ عليَّ بالعافية والشفاء، وأذن اللهم لليلي هذا بالانقشاع والانجلاء...

يتبع...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* يقول امرؤ القيس:

وليل كموج البحر أرخى سدوله *** عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لمَّا تمطَّى بصلبه *** وأردف إعجازًا وناء بكلكلي
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي *** بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
 

* "ثم قدَّر الله وعَلِمت بعد سنوات أن الله أمتنَّ على العباد بمادةٍ يُفرِزها الجسم بالنهار تُخفِّف من الشعور بالآلام، ويقِلُّ إفرازها إذا جنَ الظلام؛ لذا يزداد الشعور فيه بالألم والأسقام..".

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
(3) {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ}
المقال التالي
(5) من مشفى لمشفى