ذكريات في المشفى - (12) كانت -أُشهِد الله- صابرة

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

وانتهى موقف ساميتي بسلام، ولكنّ يومها لم تستطع الكلام..

وعَلِمَت في اليوم التالي قرار اللجنة، وشعرتُ أن ساميتي في محنة..

فلم أستطع النطق ببنت شفة، بينما كانت متماسكة بشِدَّة..

فدُهِشتُ لسكون نفسها، وجميل صبرها، وقدرتها على حبس دموعها..

فقالت طبيبتي لِما لمست شديد شفقتي ورأت ما بدا من حيرتي: لا تراعي لأجلي أخيتي؛ فلو قدَّر الله سفرتي، لكان فيها نهايتي..

فدُهِشتُ مما قيل، وطالبتها بمزيدٍ من التفصيل..

فقالت وعلى فمها شِبه ابتسامة: لو زرعوا لي رئة لتملكتني الندامة.. لاضطراري إلى تعاطي كل دواء، يمنع جسدي من طرد الغريب عن الأعضاء.. مما سيُسبِّب فقد مناعتي بالكُليَّة: فلا أستطيع مقاومة أضعف الأمراض العضوية..

فأتعرَّض بذلك دائمًا للأخطار، وقد يكون الموت السريع في الحال..

فجرت دموعي من كلامها.. بينما زاد اتساع ابتسامها..

فقالت تسليني وهي أحوج ما تكون لتطميني: غاليتي لا ضير؛ فأقدار الله كلها خير...

والمرء يموت وهو صحيح، ويحيا طويلًا من على فراش المرض طريح...

يتبع...

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
(11) وحدث أن
المقال التالي
(13) وكنتُ عديمة الفَقه!