جنون المال!

منذ 2014-06-04

كم مزّق المال بين الأحباب من حبل الاتّصال؟ وكيف فتك بالبشر وضمائرهم الواهية بالختل؟ وكم تاه بالعقول نحو المجهول؟

مقام المقال في جنون المال، وما يجْنيه من خبال يا ابن آدم لماذا أجنّك المال؟!

وما يترتّب عليه من وبال! وذاك ضلال وكيف شتّت أواصر شمل الأهل؟

وكم مزّق المال بين الأحباب من حبل الاتّصال؟

وكيف فتك بالبشر وضمائرهم الواهية بالختل؟

وكم تاه بالعقول نحو المجهول؟

والله هواك لا غير، ونفسك الأمّارة بالسّوء والعطل ومن عبد الهوى فقد هوى في الهول عياذًا بالله المأمول، لنيل السؤال والمال ظلّ يزول، يطيش بالعقل بين الفحول فلا تكن عبده المملوك، وتحيد عن سواء السّبيل بالكسل، والمطل، والملل..

فالمال فضل من الله يسوقه إلى من يشاء، بواسع جوده وكرمه الهطّال ويمنع عن بعض العباد النّوال لغرض كُنْهَه؛ لا يعلمه إلّا الله العليم ذي المِفْضال ومن طلب المُحال، لا يحظى بنوالٍ، كما في الأمثال والقناعة مطيّة الخيرات..

فٱمتطيها تفزْ بالمنال فهي كنز الكنوز، ورأس المال لتجارة رابحة، وصفقة مأمونة، مع الباري ذي النّوال ولديه البدائل لمن أصغى وهو شهيد على ما يئُول عليه من العطاء والبذل من خزينة لا تنفد بلْ تتوالى ما عندكم ينفد، وما عند الله باقٍ، حبله موصول لمن إليه آل وعلى كرم الله عوّل وارضى بالمقسوم، تكن أغنى الأغنياء، للاتّصال بعرى الوصول ونعتصم بحبل الله الموصول ونشرب من الكوثر الزُّلال..

آمين يا ربّ الأواخر والأوائل..

 

علي عبد القادر جابي

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام