لا تحزن - من صفات الأولياء

منذ 2014-06-05

التوسطُ في المعيشةِ أفضلُ ما يكونُ، فلا غنى مطغياً ولا فقراً منسياً، وإنما ما كفى وشفى، وقضى الغرض، وأتى بالمقصودِ في المعيشةِ، فهو أجلُّ العيشِ عائدةً، وأحسنُ القوتِ فائدةً.

  • من صفات الأولياء: انتظارُ الأذانِ بالأشواقِ، والتَّهافُتُ على تكبيرةِ الإحرامِ، والوَلَهُ بالصفِّ الأوّلِ، ومداومةِ الجلوسِ في الروضةِ، وسلامةُ الصدرِ، وظهورُ مراسيمِ السُّنَّةِ، وكثرةُ الذِّكرِ، وأكل الحلالِ، وتركُ ما لا يعني، والرضا بالكفافِ، وتعلُّمُ المحيِ كتاباً وسنةً، وطلاقةُ المُحَيَّا، والتوجُّعُ لمصائب المسلمين، وتركُ الخلافِ، والصبرُ للشدائدِ، وبذْلُ المعروفِ.

    التوسطُ في المعيشةِ أفضلُ ما يكونُ، فلا غنى مطغياً ولا فقراً منسياً، وإنما ما كفى وشفى، وقضى الغرض، وأتى بالمقصودِ في المعيشةِ، فهو أجلُّ العيشِ عائدةً، وأحسنُ القوتِ فائدةً.
    والكفايةُ: بيتٌ تسكُنهُ، وزوجةٌ تأوي إليها، ومركبٌ حَسَنٌ، وما يكفي من المالِ لسدِّ الحاجةِ وقضاءِ اللازمِ.

     
  • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ: وقد ذَكَرَ التنوخيُّ في كتابهِ "الفَرَجِ بعد الشِّدَّةِ" ما يناسبُ هذا المقام: أن رجلاً ضاقتْ عليه الحِيلُ، وأُغلقتْ عليه أبوابُ المعيشةِ، وأصبح ذات يومٍ هو وأهلُه لا شيء في بيتهم، قال: فبقيت أنا وأهلي اليوم الأول جوْعى وفي الثاني، فلما دنتِ الشمسُ للمغيبِ، قالت لي زوجتي: اذهبْ وانطلقْ والتمسْ لنا رزقاً أو طعاماً أو أكلاً، فقد أشرفْنا على الموتِ. قال: فتذكَّرتُ امرأةً قريبة لي، فذهبتُ إليها وأخبرتُها الخَبَرَ، قالت: ما في بيتِنا إلا هذهِ السمكةُ وقد أنتنتْ. قلتُ: عليَّ بها، فإنا قد أشرفْنا على الهلاكِ. وذهبتُ بها وبقرتُ بطنها، فأخرجتُ منها لؤلؤةً بعتُها بآلافِ الدنانيرِ، وأخبرتُ قريبتي، قالتْ: لا آخذُ معكم إلا قسمي. قال: فاغتنيتُ فيما بعدُ، وأثَّثتُ من ذلك بيتي، وأصلحتُ حالي، وتوسّعتُ في رزقي. فهو لطفُ اللهِ سبحانه وتعالى ليس غيرَهُ.
    {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}.
    {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}.
     

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

المقال السابق
لا هذا ولا هذا
المقال التالي
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ