أربعون نصيحة لإصلاح البيوت - (16) عدم إدخال من لا يُرضى دينه إلى البيت

منذ 2014-06-09

كم كان دخول المفسدين والمشبوهين سبباً لعداوات بين أهل البيت، وتفريق بين الرجل وزوجته، ولعن الله من خبّب امرأة على زوجها، أو زوجاً على امرأته، وسبب عداوة بين الأب وأولاده..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير» (قطعة من رواية أبي داود:4829)، وفي رواية البخاري: «وكير الحداد يُحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة» (رواه البخاري في الفتح:4/323)، أي والله يحرق بيتك بأنواع الفساد والإفساد، كم كان دخول المفسدين والمشبوهين سبباً لعداوات بين أهل البيت، وتفريق بين الرجل وزوجته، ولعن الله من خبّب امرأة على زوجها، أو زوجاً على امرأته، وسبب عداوة بين الأب وأولاده..

وما أسباب وضع السحر في البيوت أو حدوث السرقات أحياناً، وفساد الخلق كثيراً إلا بعد إدخال من لا يُرضى دينه، فيجب عدم الإذن بدخوله، ولو كان من الجيران، رجالاً ونساءً، أو من المتظاهرين بالمصادقة رجالاً ونساءً، وبعض الناس يسكتون تحت وطأة الإحراج، فإذا رآه على الباب أذن له، وهو يعلم أنه من المفسدين.

وتتحمل المرأة في البيت جزءاً عظيماً من هذه المسئولية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟»، قالوا: "يوم الحج الأكبر"، ثم قال عليه الصلاة والسلام، في ثنايا خطبته الجامعة في ذلك اليوم: «فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون» (رواه الترمذي:1163، وغيره عن عمرو بن الأحوص وهو في صحيح الجامع:7880).

فلا تجدي في نفسك أيتها المرأة المسلمة إذا منع زوجك أو أبوك دخول إحدى الجارات إلى البيت، لما يرى من أثرها في الإفساد، وكوني لبيبة حازمة إذا عقدت لك مقارنات بين زوجها وزوجك، تنتهي بدفعك لمطالبة زوجك بأمور لا يطيقها، والنصح عليك واجب لزوجك إذا لاحظت أن من ندمائه في بيته أناساً يزينون له المنكر.

هدية:
حاول أن تكون موجوداً في البيت كلما استطعت، فوجود ولي الأمر في بيته يضبط الأمور، ويمكنه
من الإشراف على التربية وإصلاح الأحوال بالمراقبة والمتابعة، وعند بعض الناس أن الأصل هو الخروج من البيت، فإذا لم يجد مكاناً يذهب إليه رجع إلى البيت، وهذا مبدأ خاطئ، فإذا كان خروج المرء من بيته لأجل طاعات، فعليه الموازنة، وإذا كان خروجه للمعاصي وضياع الأوقات أو الانشغال الزائد بالدنيا، فعليه أن يخفف من المشاغل والتجارات، ويحسم اللقاءات الفارغة..

بئس القوم يضيعون أهليهم، ويسهرون في الملاهي..، ونحن لا نريد الانسياق وراء مخططات أعداء الله، وهذه فقرة فيها عبرة: جاء في نشرة المشرق الأعظم الماسوني الفرنسي المنعقدة عام 1923م ما يلي: "وبغية التفريق بين الفرد وأسرته، عليكم أن تنتزعوا الأخلاق من أُسسها، لأن النفوس تميل إلى قطع روابط الأسرة والاقتراب من الأمور المحرمة، لأنها تفضل الثرثرة في المقاهي على القيام بتبعات الأسرة".

محمد صالح المنجد

أحد طلبة العلم والدعاة المتميزين بالسعودية. وهو من تلاميذ العالم الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه.

المقال السابق
(15) عدم إظهار الخلافات العائلية أمام الأولاد
المقال التالي
(17) الدقة في ملاحظة أحوال أهل البيت