من المناهي اللفظية - (5)

منذ 2014-06-23

في القول "يجب الثقة بالنفس"، بعض الاسماء ليست من اسمائه الحسنى، في القول "صلاة التراويح"، في القول "باسم الوطن، باسم العروبة".

* في عدم جواز القول "تجب الثقة بالنفس":

في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى لما سُئِل عن قول من قال: تجب الثقة بالنفس، أجاب: "لا تجب، ولا تجوز الثقة بالنفس. في الحديث: «ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.»

قال الشيخ ابن قاسم معلقاً عليه: "وجاء في حديث رواه أحمد: «وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك.»

 

*في أن "القائم" و"القديم" و"الباقي" ليست من أسماء الله الحسنى:

من الخطأ المحض جعلهم من أسماء الله سبحانه وتعالى؛ لأن أسماء الله توقيفية.

 

*في جواز كلمة "تراويح" في رمضان:

التراويح: الذي في السنة (قيام الليل)، ولكن هذا اللفظ منتشر على لسان السلف كما في صحيح البخاري وغيره.

 

*في عدم جواز قول باسم العروبة:

ونحوها: باسم الوطن، باسم الشعب.

قال الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى ما نصه: "شاع في استفتاح الأحفال أن يقول عريف الحفل: باسم الله العلي القدير، باسم العروبة، باسم الوطن، نفتتح هذا الحفل إلخ.

الافتتاح باسم العلي القدير حميد جداً ولا ملام عليه، بل فيه أجرمهما صحبته نية صالحة، ولم يداخل الحفل مخالفة شرعية، لكنه باسم العروبة، وباسم الوطن، غير جائز شرعاً؛ لإخلاله بالتوحيد، وهو آكد حق لله على العبيد، ولو أن شركاً لفظياً نحو هذا صحِب ذِكْر الله على الذبيحة؛ لحرم أكلها واعتبرت كالميتة، ولو كان المذكور مع اسم الله، رسولاً، أو ملكاً، أو كائناً، غير اسم الله عز وجل.

إننا مع تقديرنا للعروبة والوطن، اللذين تكتنفهما تشريعات الله تعالى وتعليماته السامية - مع تمجيدنا لهما، ودعوتنا لنصرهما - لا نرى التسمية بهما سائغة لما فيها من خدش التوحيد وجرحه، والتوحيد ركن الدين الشديد، وعماده الأقوى، وهو أعظم مطلوب ابتعث الله عليه كل نبي مرسل" اهـ.

بكر بن عبد الله أبو زيد

عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقاً ورئيس المجمع الفقهي الدولي ... رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولوالديه ولمشايخه ولتلامذته ولمحبيه.

المقال السابق
(3)
المقال التالي
(4)