فليغيره بيده!
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أركان الدين الإسلامي، بل جعله بعض العلماء الركن السادس في الإسلام، وهو سبب خيرية هذه الأمة فلا خير فينا إن لم نقم بهذا الركن العظيم، وأمر الله جل وعلا أن تكون الأمة كلها آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر كما قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أركان الدين الإسلامي، بل جعله بعض العلماء الركن السادس في الإسلام، وهو سبب خيرية هذه الأمة فلا خير فينا إن لم نقم بهذا الركن العظيم، وأمر الله جل وعلا أن تكون الأمة كلها آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر كما قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران من الآية:104].
بل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل فرد في المجتمع أن يقوم بهذا الواجب «من رأى منكم منكرًا -وهذا يلزم كل بالغ عاقل- فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (صحيح مسلم:49).
وهذه الشعيرة وهذا الواجب يجوز أن يوجه الى جميع أفراد المجتمع، حتى (الحاكم) يجوز شرعًا أن توجه له النصيحة ويؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، بل وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد الشهداء بأنه الذي يقوم إلى إمام -أي حاكم- ظالم فيأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فيقتله الحاكم! هذا سيد الشهداء عند الله.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستطيع وسائل الإعلام تشويهه مهما صنعت، ولا يضر هذا الركن من أركان الإسلام خطأ يرتكبه أحد الناس، فتعظمه وسائل الإعلام ويكون مادة (لليبراليين) شهورًا عديدة (يلوكونه) في مقالاتهم الممجوجة، فالليبراليون يتصادم منهجهم مع هذا الركن تصادمًا مباشرًا، فإذا كنت ليبراليًا فهذا يعني أنك لا تؤمن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جملة وتفصيلاً، وإن زعم بعضهم غير هذا، وأضعف الإيمان الإنكار بالقلب لو كانوا يفقهون!
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني النهي عن الفساد في الأرض، ووسائله تختلف باختلاف الأزمان والأماكن، فبعض أعضاء مجلس الأمة يمارسون هذا الركن وهذه العبادة في مساءلاتهم ورقابتهم واستجواباتهم، والإعلاميون يمارسونه في برامجهم ومقالاتهم، وجمعيات النفع العام والمبرات الخيرية تمارسه، والنقابات والروابط المهنية تمارسه، وكل فرد يستطيع ممارسته بوسائل متعددة.
الشرط المهم في إنكار المنكر ألا يؤدي إنكاره إلى منكر أكبر منه، وأن يكون بأسلوب حسن ولائق، وأن يظن صاحبه أن إنكاره سيؤدي إلى زوال المنكر أو تخفيفه على الأقل، فلا بد من الحكمة والموعظة الحسنة في الإنكار، ولكل مقام مقال.
إحدى الأمور المهمة التي كتبت المقال من أجلها: هو وسيلة لإنكار المنكر يغفل عنها أكثر الناس، وهي استخدام قوانين البلد، ففي كل بلد تقريبًا هناك قوانين تسعف الغيورين على المجتمع وأهل الصلاح فيه.
أظن أن أكثر الدول الإسلامية فيها من القوانين الكثير والكثير مما نستطيع استخدامه للقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن أتمنى ألا نكون ملبين وأن نبدأ بهذه الوسيلة ونحتسب الأجر عند الله جل وعلا، فهذا عمل الأنبياء والرسل، على الأقل نعتبرها تجربة قد نظنها صعبة لكن بعد ممارستها بضع مرات سنرى فاعليتها وأثرها في المجتمع، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:78-79].
نبيل بن علي العوضي
داعية مشارك في إدارة الوعظ والثقافة في وزارة الأوقاف الكويتية
- التصنيف:
- المصدر: