ما أعظمه وأرفقه من منهج

منذ 2014-06-21

لو كان قائدًا عاديًا لفرح بفعل الأصحاب والأتباع إذا زادوا في العمل وأرهقوا أنفسهم في اتباع الأوامر..

ولكنه قائدٌ رباني مُرسَل، يُرسي قواعد للخلق جميعًا أنزلها عليه خالق الخلق، ومُدبِّر الكون سبحانه وتعالى.. العالِم بقدراتهم وتفاوتها والأرحم بهم من أنفسهم..

استمتع معي بما أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟». فقلت: بلى يا رسول الله، قال: «فلا تفعل صم وأفطر، وقُم ونم، فإن لجسدك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقًا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله» فشددت فشُدِّد عليَّ، قلت: يا رسول الله إني أجد قوة، قال: «فصُم صيام نبي الله داود عليه السلام، ولا تزد عليه». قلت: وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام؟ قال: «نصف الدهر»..

فكان عبد الله رضي الله عنه يقول بعد ما كَبِرَ: "يا ليتني قبِلتُ رخصة النبي صلى الله عليه وسلم"..

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.