رمضان فرصة للتغيير - القرآن

منذ 2014-06-23

يقول غلادستون: مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان، وكان نشيد جيوش الاستعمار، كان نشيدهم: أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة، لأحارب الديانة الإسلامية، ولأمحو القرآن بكل قوتي.

ورمضان فرصة للتغيير .. لمن هجر القرآن قراءة وتدبراً، وحفظاً وعملاً حتى أصبح القرآن نسياً منسياً، أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير، فترتب لنفسك جزءاً من القرآن، لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال، ولو كان هذا الجزء يسيراً، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، وقليل دائم، خير من كثير منقطع، ولا تنس الفضل الجزيل لمن قرأ كلام الله الجليل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» (رواه الترمذي (2910) وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه).

والقرآن يشفع لك يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي إني منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان» (رواه أحمد). قال الألباني رحمه الله: (أي يشفعهما الله فيه ويدخله الجنة).

ولقد أدرك سلفنا الصالح عظمة هذا القرآن، فعاشوا معه ليلاً ونهاراً، قال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أطرن نومي، وقال أحمد بن الحواري: إني لأقرأ القرآن، وانظر في آية، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن، كيف يهنئهم النوم، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله، أما إنهم لو فهموا ما يتلون، وعرفوا حقه، وتلذذوا به، واستحلوا المناجاة به، لذهب عنهم النوم فرحاً بما رزقوا.

ومن المفارقة العجيبة، أن يدرك أعداؤنا من عظمة هذا القرآن، ما لا ندركه، وأن يعملوا جاهدين على طمس معالمه، ومحو آثاره في العباد والبلاد، لخوفهم الشديد من عودة الأمة إلى هذا القرآن الذي يؤثر في النفوس، ويحييها، ويبعث فيها العزة والكرامة.

يقول غلادستون: مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان، وكان نشيد جيوش الاستعمار، كان نشيدهم: أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة، لأحارب الديانة الإسلامية، ولأمحو القرآن بكل قوتي.

فما موقفك أنت يا رعاك الله؟ أدع الإجابة لك، وأسأل الله أن يوفقك للخير وفعله.

 

محمد بن عبد الله الهبدان

إمام و خطيب جامع العز بن عبدالسلام في الرياض

المقال السابق
النوافل
المقال التالي
الاختلاط