ابدأ في رمضان - (16) كفالة اليتيم

منذ 2014-06-25

في البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟

لتكن البداية شهر رمضان.. عسى أن نُولَد من جديد.. ويوم العتق يوم عيد.

كثيرٌ من الأيتام في مجتمعاتنا لا يجدون من يكفلهم خاصةً مع زيادة ضغوط الحياة، وتطور أنماط الاستهلاك، ووفرة الشح لدى الكثير مِنَّا والضن بالمال ولو الفائض عن الحاجة.

فما بالنا في شهر معظم تصومه الأمة ويظل اليتيم مُفتقِرًا لكلمة طيبة.. ووجبة مشبعة وكسوة تستر جسده وتقيه حرّ الصيف وبرد الشتاء ولو كانت فتاة فتحتاج لما يسترها من أعين الذئاب ولا يحوجها للطلب من اللئام.

يقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة:215].

ويقول أيضًا: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء من الآية:36].

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله»، وأحسبه قال: «كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر». والغالب في اليتيم أن يكون مسكينًا.

وفي البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك»" (أخرجه الطبراني، وصحَّحه الألباني).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
(15) قيام الليل
المقال التالي
(17) الصدقة