غزة تحت النار - (11) صور من نبض الشارع الفلسطيني

منذ 2014-07-11

لا أكاد أصدق ما أسمعه من المواطنين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس، ومن الثابتين في أرض فلسطين التاريخية والشتات، تعليقًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد جاءت تعبيراتهم صادقة، وتعليقاتهم رائعة، وشجاعتهم نادرة، وجرأتهم لافتة، إذ لا خوف في كلماتهم، ولا تَردُّد في مواقفهم، ولا ندم على مقاومتهم، ولا استغراب لما يفعله الإسرائيليون، ولا أمل في غير الله يرجون

لا أكاد أصدق ما أسمعه من المواطنين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس، ومن الثابتين في أرض فلسطين التاريخية والشتات، تعليقًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد جاءت تعبيراتهم صادقة، وتعليقاتهم رائعة، وشجاعتهم نادرة، وجرأتهم لافتة، إذ لا خوف في كلماتهم، ولا تَردُّد في مواقفهم، ولا ندم على مقاومتهم، ولا استغراب لما يفعله الإسرائيليون، ولا أمل في غير الله يرجون.

كلماتهم فيها رجولة، ونبرتهم تملؤها الحماسة، وتحميها الأنفة، وتعليقاتهم تقطر نبلًا وشهامة، وتُعبِّر عن نخوةٍ وغيرة، وتتطَّلع إلى عِزَّةٍ وكرامة، عزَّ أن يتمتع بها الملوك والروؤساء، والقادة والأمراء.

إنهم على الرغم من الجرح النازف، والشهيد الصاعد، والبيوت المُهدَّمة، والقصف المتواصل، ودوي الانفجارات التي لا تتوقف، والغبار الذي يسد الأفق ويملأ المكان، والطائرات الحربية التي تحوم في السماء، وتقصف نارها حِممًا كالموت، إلا أنهم يستشعرون النصر، ويشتمون هزيمة العدو، ويدركون أن بعد هذا الليل نورُ فجرٍ يتسامى، وضياء صبحٍ ينبلج، وأن القيد الذي يريد العدو أن يضعه حول معاصمهم قد انكسر، ولن يعود من جديد، فقد استجاب القدر لهم، ولبَّى إرادتهم، وانتصر لعزيمتهم، وسيكون معهم وإلى جانبهم.

جميلةٌ هي كلماتهم المُعبِّرة، التي تضج بالحياة، ويسكنها الأمل، كلماتٌ لا وجود فيها لليأس، ولا مكان فيها للضعف والخوف، إنها كلماتٌ بسيطة ترد على ألسن العامة قبل الخاصة، لا زخرف فيها ولا تنميق، ولا سجع ولا وزن، إنما هي تعبيراتٌ تلقائية بسيطة صادقة وواضحة.

● "يا أهلنا  في الضفة وفي الـ48، مفعول المولوتوف متل مفعول الصاروخ، اشتغلوا في أخوات الشليتة".

● "يا ناس الحرب البرية فرصة لتحرير أسرانا من السجون، فلا تخافوا منها، هي خير لنا، اليهود خائفين منها، لا تصدقوهم، هم جبناء والله، نحن نعرفهم، خوافين، حرب برية يا ويلهم منها يا ويلهم".

● "بينما يهرع الجبناء إلى الملاجئ مع كل صاروخ، فإن فنجان القهوة لا يهتز على شفاه رجالنا إذا ما هزت صواريخهم الأرض".

● "كالعادة.. بعد كل حرب تشنها إسرائيل على غزة، الشعب الفلسطيني يزداد إصرارًا على التحرير، شعبية حماس والمقاومة تزداد، والمواطن الفلسطيني ترتفع أسهمه أمام العالم، والحزب الإسرائيلي الحاكم يسقط في الانتخابات، والمؤمنون بالمفاوضات، يعيشون أزمة سياسية وفضيحة إعلامية مُذلَّة، ورغم ذلك فإنهم لا يتوبون عن التحرَّش بالسادة المقاومين".

● "كل حرب خاضها العدو ضد قطاع غزة، تسبَّبت في إسقاط أو موت رئيس الحكومة الصهيونية المعتدي".

● "إسرائيل هي التي تطلب الوساطة لوقف إطلاق النار، نتنياهو يعرف أنه انهزم، ما لم يستطع وقف إطلاق الصواريخ فقد انهزم، وهو لا يستطيع وقفها بالغارات الجوية، لذلك يقصف المدنيين بعصبية وعشوائية، ثم هو لا يستطيع اجتياح غزة برًا، هو يعلم ما سيُلاقي في مدينةٍ مسلَّحة مليئة بالشباب الغاضبين، لذلك يدور يطلب الوساطة، أيها الناس مهما طالت هذه الحرب، فقد انتصرنا فيها".

● "لو تمتلك ‫المقاومة فقط 10% من عتاد الأنظمة ‫‏العربية الحالية، لن أُبالغ لو قلت لكم أننا سنُصلي يوم الجمعة في المسجد الاقصى فاتحين بإذن الله".

● "الله أكبر، حماس طلَّعت اليهود عن دينهم رسمي، ما في مجال، آفي ديختر أنطقه الله صِدقًا: مخطئ من ينتظر تركيع حماس، فهي لا تركع إلا في الصلاة".

● "نحن جاهزون لأشهرٍ من القتال مع إسرائيل، والحرب هذه المرة نوعية، قد فرضها العدو، ولكننا لن نوقفها إلا بشروطنا".

● "مستوطنوا أسدود بيحزّنوا، بيدخلوا الملاجئ مع كل صاروخ طالِع، سواءً عليهم أو على تل الربيع أو حيفا".

● "غزة فجرها شهادة، ويومها غضب، وصبرها مغالبة، ورجالها أطهار، ونساؤها ثوار، وأطفالها رجال، وماؤها غضب، ودمعها إصرار، وكلماتها رصاص، وعزفها كرامة، وأحذيتها تيجان، وقِمامتها تُشرِّف أرتال المتساقطين... حفظ الله غزة".

إنها بعض كلماتٍ أطلقها فلسطينيون وعرب، في ظل الحرب والمعركة، يُعبِّرون فيها بجرأةٍ وشجاعة، وأملٍ ويقين، ويرون فيها أن هذا هو زمانهم، وأنه قد آن أوان نصرهم، وأن ما كان بالأمس مستحيلًا، فإنه في ظل المقاومة بات ممكنًا ويسيرًا.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مصطفى يوسف اللداوي

كاتب و باحث فلسطيني

المقال السابق
(10) بنك الأهداف الإسرائيلية
المقال التالي
(12) صمتٌ متخاذلٌ وتبريرٌ متآمرٌ