ثقافة المقاومة
منذ 2008-06-25
والمتأمـّل في هذا الدين العظيم لايخطىء كونه قائما على هذه الحقيقة، فحتى كلمة الإسلام الأولى، وعنوانه الأكبـر، ((لا إله إلا الله))، تبدأ بكلمة النفي قبل الإثبات، معلـنةً رفضها، ومقاومتها لجميع صور العبودية الباطلة، ثـم قيامها بإحقاق الحـقّ الأعظـم،
(إنَّ كلمتي "شهيد" و"الجهاد" تنطويان
على تحريض ذي دوافع "دينية " ينبغي وقفه).
رئيس اللجنة "الإسرائيلية " الخاصة بمتابعة التحريض على العنف.
ليس غريبا أن يبقى الغرب يلاحـق ثقافة المقاومة، ورموزها، وهـو بصدد صناعة تاريخـه الجديد للنهب الاستعماري في بلادنــا:
نهب الإنسان، بنهب هويته، وكرامته، ونهب ثروة أوطانـه، ونهـب مستقبله.
هذا النهـب الذي تمده ميزانية عسكرية أمريكية تعادل ميزانية كلَّ جيوش العالم مجتمعة، وهي 500 مليار دولار.
كما تقف وراءه عقيدة صراعيّة حاقدة، بعد أن حـوَّل الإسلام إلى العـدوّ الجديد إثـر سقوط الإتحاد السوفيتي.
وأطماع مادية لاتعـرف حدودًا، ولاتعـترف بحـقّ، ويكفينا أن نتذكر أنّ 20 % من ذلك العالم يستهلك 80% من موارد البشرية أجمـع، ثم لاتعود!
هذا النهـب، لا، ولـن يقف في طريقه إلاَّ ثقافـة الجهاد، والمقاومة، فهي العقيـدة التي تزرع وتسقي، وترعى حالـة الرفض للانهزام، والاستسلام.
وبنظـرة عابرة إلى واقعنا ، نرى بوضوح أنـّه لولا المقاومة في فلسطين، وهي تاج جهاد الأمـة، وفي لبنان، والعراق، وأفغانستان، والصومال وغيرها، لكان وضعنا هو المهانة الكاملة.
فالمستعمر الماضي عندما رحـل، خـلَّف وراءه أنظمة جعل وجودها مرهونا بدعمه لها، فهي كما لاتثق بنفسـها لاتثـق بشعوبها، ولهذا فهـي لاترى لها مهـّمة أهـمّ من سحق روح المقاومة في الأمّـة، والإمعان في إذلالهـا، ولهذا بقيت هذه هي السمـة العامة للنظام العربي، فهو نظام الإذلال العربـي بجدارة.
غير أنَّ هذه الأمـّة ـ رغم الحصار الأسطوري الذي عليها ـ استطاعـت بتوفيق الله تعالى، أن تحافظ على مكوّنها الفكري الأساس، وهو مقاومـة الواقع المنحرف لتغييره.
والمتأمـّل في هذا الدين العظيم لايخطىء كونه قائما على هذه الحقيقة، فحتى كلمة الإسلام الأولى، وعنوانه الأكبـر، ((لا إله إلا الله))، تبدأ بكلمة النفي قبل الإثبات، معلـنةً رفضها، ومقاومتها لجميع صور العبودية الباطلة، ثـم قيامها بإحقاق الحـقّ الأعظـم، وإقامة العدل الكوني، بتوجيه العبودية لله تعالى وحده الذي يسـحقّها.
ثم الحنيفية مأخوذة من الميل، وهي العدول عن الشرك برفضه، إلى التوحيـد الخالص.
وأوّل سورة نزلت من القرآن، وهي سورة العلـق، كان أوّل ما ذكره الله تعالى فيها بعد الأمر بالقراءة، وتعلّم العـلْم، قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى} [سورة العلق: 6]، فأعلـن الإسلام الثورة على الطغيان.
وأول حدث في السيرة بعد نزول هذه الآية ما قاله ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: "هذا الناموس الذي أنزل على موسى ـ عليه السلام ـ ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيـّـا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو مخرجيَّ هـم؟» فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلاَّ عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا".
فكأن أول ما طرق سمع النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم بعـد نزول الوحـي، أنّه سيقاوم واقعــا سيقف ضد الإيمان، والحق، والعـدل، وأنَّ هذه سنة النبيين جميعا من قبله.
وانطـلق صلى الله عليه وسلم بأمـر الله تعالى لـه أن يشعلها حربا على الطغيان، ويحـرق كلَّ صور الباطل، ويزيـلها: «وإن الله أمرني أن أحـرّق قريشا، فقت إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، فقال الله: اغزهم نغزك، وأنفق فسينفق عليك، واستخرجهم كما استخرجوك، وابعث جيشا نبعث خمسا مثله».. الحديث.
ومضت سيرته كلَّها على هذا النحـو، حتى لقي ربـّه وقد أدى الأمانة وبلـّغ الرسالة، وجاهـد في الله حق جهاده، ثم أخذ الراية خلفاؤه من بعـده، فبنـوْا على نهجه مقاومين للطغيان العالمي، رافضين لكلّ أشكال هيمنة الطغاة على العالم.
وامتـزجـت هذه الروح في هذا الدين العظيم، حتى تبوأت ذروة سنامه، ولهذا تربـَّع المقاومون في تاريخ الإسلام على عرش النبلاء، وتحولت شخصياتهم إلى محطات التاريخ العظمـى لهذه الأمـّة.
فلا جـرم.. بقيـت أمّتـنا، وستبقـى تقاوم، ولن تستطيع جيوش العالم كلَّها لو اجتـمعت أن تزيل هذه الثقافة من قلـب هذه الأمّـة، ما بقي فيها رجال يستعملهم الله تعالى في حراسة الدين، وحمايـة العقيـدة.
فإلى كلّ المقاومين على خارطـة العالم الإسـلامي، إلـى نجوم سماء الإسلام، وكواكـب عـزِّته، وصروح مجـده.
إليهـم أسـمى التحايا، وأعطـرها.
وعلـى الخانعين والمنهزمين، لعنة الله إلى يوم الديـن.
آميــن.
رئيس اللجنة "الإسرائيلية " الخاصة بمتابعة التحريض على العنف.
ليس غريبا أن يبقى الغرب يلاحـق ثقافة المقاومة، ورموزها، وهـو بصدد صناعة تاريخـه الجديد للنهب الاستعماري في بلادنــا:
نهب الإنسان، بنهب هويته، وكرامته، ونهب ثروة أوطانـه، ونهـب مستقبله.
هذا النهـب الذي تمده ميزانية عسكرية أمريكية تعادل ميزانية كلَّ جيوش العالم مجتمعة، وهي 500 مليار دولار.
كما تقف وراءه عقيدة صراعيّة حاقدة، بعد أن حـوَّل الإسلام إلى العـدوّ الجديد إثـر سقوط الإتحاد السوفيتي.
وأطماع مادية لاتعـرف حدودًا، ولاتعـترف بحـقّ، ويكفينا أن نتذكر أنّ 20 % من ذلك العالم يستهلك 80% من موارد البشرية أجمـع، ثم لاتعود!
هذا النهـب، لا، ولـن يقف في طريقه إلاَّ ثقافـة الجهاد، والمقاومة، فهي العقيـدة التي تزرع وتسقي، وترعى حالـة الرفض للانهزام، والاستسلام.
وبنظـرة عابرة إلى واقعنا ، نرى بوضوح أنـّه لولا المقاومة في فلسطين، وهي تاج جهاد الأمـة، وفي لبنان، والعراق، وأفغانستان، والصومال وغيرها، لكان وضعنا هو المهانة الكاملة.
فالمستعمر الماضي عندما رحـل، خـلَّف وراءه أنظمة جعل وجودها مرهونا بدعمه لها، فهي كما لاتثق بنفسـها لاتثـق بشعوبها، ولهذا فهـي لاترى لها مهـّمة أهـمّ من سحق روح المقاومة في الأمّـة، والإمعان في إذلالهـا، ولهذا بقيت هذه هي السمـة العامة للنظام العربي، فهو نظام الإذلال العربـي بجدارة.
غير أنَّ هذه الأمـّة ـ رغم الحصار الأسطوري الذي عليها ـ استطاعـت بتوفيق الله تعالى، أن تحافظ على مكوّنها الفكري الأساس، وهو مقاومـة الواقع المنحرف لتغييره.
والمتأمـّل في هذا الدين العظيم لايخطىء كونه قائما على هذه الحقيقة، فحتى كلمة الإسلام الأولى، وعنوانه الأكبـر، ((لا إله إلا الله))، تبدأ بكلمة النفي قبل الإثبات، معلـنةً رفضها، ومقاومتها لجميع صور العبودية الباطلة، ثـم قيامها بإحقاق الحـقّ الأعظـم، وإقامة العدل الكوني، بتوجيه العبودية لله تعالى وحده الذي يسـحقّها.
ثم الحنيفية مأخوذة من الميل، وهي العدول عن الشرك برفضه، إلى التوحيـد الخالص.
وأوّل سورة نزلت من القرآن، وهي سورة العلـق، كان أوّل ما ذكره الله تعالى فيها بعد الأمر بالقراءة، وتعلّم العـلْم، قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى} [سورة العلق: 6]، فأعلـن الإسلام الثورة على الطغيان.
وأول حدث في السيرة بعد نزول هذه الآية ما قاله ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: "هذا الناموس الذي أنزل على موسى ـ عليه السلام ـ ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيـّـا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو مخرجيَّ هـم؟» فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلاَّ عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا".
فكأن أول ما طرق سمع النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم بعـد نزول الوحـي، أنّه سيقاوم واقعــا سيقف ضد الإيمان، والحق، والعـدل، وأنَّ هذه سنة النبيين جميعا من قبله.
وانطـلق صلى الله عليه وسلم بأمـر الله تعالى لـه أن يشعلها حربا على الطغيان، ويحـرق كلَّ صور الباطل، ويزيـلها: «وإن الله أمرني أن أحـرّق قريشا، فقت إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، فقال الله: اغزهم نغزك، وأنفق فسينفق عليك، واستخرجهم كما استخرجوك، وابعث جيشا نبعث خمسا مثله».. الحديث.
ومضت سيرته كلَّها على هذا النحـو، حتى لقي ربـّه وقد أدى الأمانة وبلـّغ الرسالة، وجاهـد في الله حق جهاده، ثم أخذ الراية خلفاؤه من بعـده، فبنـوْا على نهجه مقاومين للطغيان العالمي، رافضين لكلّ أشكال هيمنة الطغاة على العالم.
وامتـزجـت هذه الروح في هذا الدين العظيم، حتى تبوأت ذروة سنامه، ولهذا تربـَّع المقاومون في تاريخ الإسلام على عرش النبلاء، وتحولت شخصياتهم إلى محطات التاريخ العظمـى لهذه الأمـّة.
فلا جـرم.. بقيـت أمّتـنا، وستبقـى تقاوم، ولن تستطيع جيوش العالم كلَّها لو اجتـمعت أن تزيل هذه الثقافة من قلـب هذه الأمّـة، ما بقي فيها رجال يستعملهم الله تعالى في حراسة الدين، وحمايـة العقيـدة.
فإلى كلّ المقاومين على خارطـة العالم الإسـلامي، إلـى نجوم سماء الإسلام، وكواكـب عـزِّته، وصروح مجـده.
إليهـم أسـمى التحايا، وأعطـرها.
وعلـى الخانعين والمنهزمين، لعنة الله إلى يوم الديـن.
آميــن.
المصدر: موقع الشيخ حامد العلي
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: