عيدنا فرحة - الترويح عن النفس والأهل

منذ 2014-07-27

ففي صحيح الإمام البخاري روتِ السيدة عائشة رضي الله عنها قالتْ: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا على باب حُجْرتي والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه؛ أنظُر إلى لَعِبهم".

تقبَّل الله مِنَّا ومنكم الطاعات، وجعل أيام أعيادنا أيام بهجةً ومسرَّات مُزيَّنة بالطاعات.

ومن الطاعات التي يزداد بها العيد بهجة وسرورًا: (الترويح عن النفس والأهل).

سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ما تركت خيرًا إلا دلَّتنا عليه وما تركت شرًا إلا حذَّرتنا منه، ومن الخير الثابت في السنة إدخال البهجة والسرور على الأهل في أيام العيد والترويح عنهم..

ففي صحيح الإمام البخاري روتِ السيدة عائشة رضي الله عنها قالتْ: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا على باب حُجْرتي والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه؛ أنظُر إلى لَعِبهم".

وفي صحيح الإمام مسلم روتِ السيدة عائشة رضي الله عنه أن أبا بكر دخَلَ عليها، وعندها جاريتان في أيَّام منىً؛ تُغنِّيان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْجّىً بثوبه -مُغَطّىً- فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وقال: «دعْهما يا أبا بكر، فإنها أيَّام عيد».

والترويح من الرياضات الضرورية لتهذيب النفس التي لا تصلح بالشد الدائم وتحتاج إلى الانبساط والراحة بعض الأوقات.

في صحيح الإمام مسلم يرويه الصحابي حَنْظَلَة الأُسَيدي -وهو أحد كُتَّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه كان في جَمْع من الصحابة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكَر لهم الجنة والنار، ثم عاد حنظلة إلى أهْله وولده، فضَحِك معهم ولَعِبَ، ثم: ذكر الذي كان فيه، ذَكَر الجنة ونعيمَها، وذَكَر النار وأهوالها، فخرَجَ مهمومًا محزونًا"..

قال: فلقِيَني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حَنْظَلَة؟ قلتُ: نافَقَ حَنْظَلَة، قال: سبحان الله! ما تقول؟! قلتُ: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأْيُ عَيْنٍ، فإذا خرجْنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافَسْنا الأزواجَ والأولاد والضَّيْعَات، فنسينا كثيرًا، قال أبو بكر: فوالله، إنَّا لنلقى مثل هذا، فانطلقتُ أنا وأبو بكر حتى دخلْنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: نافَقَ حَنْظَلَة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما ذاك؟!»، قلتُ: يا رسول الله، نكون عندك تُذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فإذا خرجْنا من عندك، عافَسْنا الأزواج والأولاد والضَّيْعَات، نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي، لصافحتْكم الملائكة على فُرشكم، وفي طُرقكم، ولكن يا حَنْظَلَة ساعة وساعة».

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الإحسان إلى الجار
المقال التالي
الأخوة و المحبة في الله