أنحن عرب، أم ما تبقى من خراب؟!

منذ 2014-08-04

ما دهانا حتى وصلنا إلى هذا الدرك الذي لا شيء تحته سوى المزيد من المذلة والاحتقار؟!

ما دهانا حتى وصلنا إلى هذا الدرك الذي لا شيء تحته سوى المزيد من المذلة والاحتقار؟!

ونقول عن أنفسنا أننا عربًا ونفتخر بهذا الانتساب، بل ننظم في شأنه قصائد الشعر، ونُلحِّن من أجله أروع الأناشيد المغناة بأرق الأصوات، وأطولها حبالًا صوتية، وألطفها رنةً وطربًا، أتُرانا نفتري على أنفسنا ليس إلا؟!

بأي منطق نقبل ما يحصل في غزة التي يموت أهلها العرب أمام أعيننا ونحن نحتسي المشارب في مقاهي جلسات العار، الممتدة من المحيط إلى النهر، نُثرثِر قبل أن يتجه كل مِنَّا إلى الدار، بل الغار، الذي ينام فيه قرير العين كأنه في عالمٍ آخر، لا كلمة فيه تعلو كلمة إسرائيل المترجمة في مواجهتنا بطلقات نار، لا تُبقي أي إحساس للرجولة فينا ولا عِزَّة الانتساب، لما رُبينا على قيمه ومبادئه كعرب، توحدنا اللغة ويجمعنا الدين الإسلامي كأعرق أحباب..!

ماذا جرى لنا، بكبرائنا وشبابنا، وحتى نسائنا اللائي تعادلنا معهن في المملكة المغربة بقوة المدونة الأسرية الشهيرة، وبأحزابنا المشكلة مما يقارب الأربعين لونًا، المعروفة برموز فيها المُضحِك، ومنها الخارج عن موضوع السياسة، والقليل القليل جِدي ومناسب للمرحلة التي نحياها بأكثرية طويلة عريضة غير راضية عنها بالمُطلَق لأسباب يطول شرحها، وبشعاراتٍ نتعجّب بالمناسبة الأليمة التي نرى فيها غزة تُباد ولا تُفَعل كأن لبها مُصان للحظة وصول الاستحقاقات التشريعية لإفراز ما جرت العادة على أفرازة، ليبقى نفس السؤال مطروحًا بين هذا الجيل من المغاربة أيضًا "متى نتعرف على ديمقراطية الاختيار الحقيقي؟".

غزة تذوب بمبيدات العدو الصهيوني المحرمة والبعض المحسوب علينا نحن العرب بل يدَّعي زعامتنا في العالم العربي، فارح بإبادة ما يُروِّج له بلا حياء أنهم "الإخوان المسلمون" فليُتركوا لمحرقة العصر يتخذها الصهاينة للقضاء على ما نتبجح به من شرفٍ وكرامة وما شابه ذلك من مفردات لم تعد تليق علينا ما بقينا نتفرَّج بواسطة فضائيات نحسب مع مذيعيها كم عدد الشهداء وكم عدد الجرحى..

والطامة الكبرى أن يعلن يومه "عباس" رئيس السلطة بلا سلطة، أن قطاع غزة منطقة منكوبة! والحقيقة إن كانت كذلك، فمنكوبة منذ زمان بسياسته المرتمية تحت أقدام المحتلين الصهاينة المجرمين السابحين في خيال إسرائيل الكبرى، الفلسطينيون فيها مجرد عبيد، تلك السياسة المعتمدة على خزعبلات أوسلو التي أوصلت الحالة إلى ما وصلت إليه من حرق ودمار واستئصال الأصل الفلسطيني من جذوره في غزة، ثم العودة للضفة لتعليق الناطقين بالحق فيها على جدار العار الذي احتفظت به إسرائيل كما هو، لنفس الهدف، وعباس وزمرته في سباتٍ عميق أقصى ما يذهبون إليه القاهرة عسى السيسي يمنّ عليهم بتغيير كلمة في مبادرته ككرم وعطف منه لتسويق مسكنتهم لدى القسام وحلفائه من المجاهدين الأبرار الذين استطاعوا بصمودٍ خرافي حبس الأرق في جفون طغاة الأوان نتنياهو قبل وزيره في الدفاع وخلفهما الملايين الأربعة من الصهاينة الملعونين في كل مِلَّة ودين وبأكثر اللغات الحية في البسيطة.

للمقال صلة..


مصطفى منيغ

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام