تغريب التعليم
تلك الخطط الممنهجة التي ظهرت بواكيرها في تغيير سياسة التعليم وتحويره عن جادته، لم تعد خافية على أحد، وإنما هي خطط تدريجية تؤول إلى فساد عظيم يلحق بمجتمعنا المسلم. فقد كافح التغريبيون بشتى الوسائل ليلحقونا عنوة بركب الغرب حذو القذة بالقذة، وتطبيق الأجندة الغربية المستوردة المهترئة، والتي لا تتفق مع مبادئ الدين وقيمه، بهدف العبث بثوابت الأمة وزعزعة قيمها.
عندما يلتحق أبناؤنا بسلك التعليم فهو بمنزلة ميلاد جديد نعيش جمال لحظاته بكل لهفة واهتمام، ونتوق نحو التميز والعطاء، ونعيش زخم المشاعر عندما ينطلق الأبناء في فضاء أوسع في رحاب التعليم العالي، فثمة نور بزغ من ميلاد جديد آخر أكثر روعة وجمالاً، فنرنو لإشراقة منبثقة من وحي العلم والبصيرة.
لكن تخبو شعلة النماء والعطاء عندما نُصدم ببعض القرارات اللامسؤولة من بعض المسئولين داخل أروقة الجامعة بما يتنافى مع أعظم مبادئ الطلبة والطالبات، وبذلك تسلب بعضاً من حقوقهم والتي هي ركيزة للتحصيل العلمي الذي يتطلب المناخ الصافي الخالي من الشوائب المكدِّرة لعملية التعلم، والتي من أسسها صفو الذهن وراحة النفس وقوة التركيز، ولن يتحقق هذا عندما يُفرض عليهم ما يتنافى مع دينهم ومبادئهم، وهذا ما حدث وللأسف الشديد في جامعة الأميرة نورة، التي أراد لها من أسندنا بعض أمر بناتنا وفلذات أكبادنا لهم ظناً منا أنهم أهل للمسؤولية ولكن خابت ظنوننا، ودهشنا بفعلهم المشين، فأدخلوا الرجال لتدريس الطالبات وكأننا عُدمنا الأكاديميات والكفاءات في جميع التخصصات، لكنها سياسة حيكت بليل وأصدر الأمر من غير شورى بينهم!
لمَ؟ أليس لنا من الأمر شيء؟!
أم أننا نُساق سوقاً لحتفنا في ديننا؟!
أليس من حق الطالبة أن تعطى حقها وفق ما تقتضيه حقوق الشرع، وما قامت عليه سياسة حكومتنا الرشيدة؟! فتعليم البنات في المملكة إنما قام على شروط اتفق عليها كبار العلماء تقتضي الالتزام بحفظ الفتاة وصونها في مسيرتها التعليمية من كل شائبة.
إن تلك الخطط الممنهجة التي ظهرت بواكيرها في تغيير سياسة التعليم وتحويره عن جادته، لم تعد خافية على أحد، وإنما هي خطط تدريجية تؤول إلى فساد عظيم يلحق بمجتمعنا المسلم. فقد كافح التغريبيون بشتى الوسائل ليلحقونا عنوة بركب الغرب حذو القذة بالقذة، وتطبيق الأجندة الغربية المستوردة المهترئة، والتي لا تتفق مع مبادئ الدين وقيمه، بهدف العبث بثوابت الأمة وزعزعة قيمها.
ولا يمكن تطبيق أيديولوجية العلمانية الغربية البغيضة التي ثبت فشلها الذريع وصاح منذر من عقلاء القوم الذين عانوا بلاءات الاختلاط محذرين من الوقوع فيه.
فهذه المؤلفة "بفرلي شو" تذكر في كتابها (الغرب يتراجع عن الاختلاط): "أن الفطرة البشرية السليمة تؤكد ضرورة فصل الرجال عن النساء، خاصة في المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أن العرف قد جرى في كثير من بلدان العالم، بغض النظر عن معتقداتها، على عملية الفصل". ولنا عبرة في بعض النساء اللواتي كنَّ يطالبن بالدمج والمزج بين الجنسين من الرجال والنساء بحجة الحرية والمساواة منذ ربع قرن، فقد اختلفت نظرياتهنَّ إلى المطالبة بعكس ما كُنَّ يسعين إليه، والرغبة في سن القانون وتفعيله على أرض الواقع.
فلم لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟ والسعيد من اتعظ بغيره! إن سياسة الفرض والإجبار بقوة النظام قمع للحرية وسلب للحقوق المشروعة.
فما بال قومي؟! أليست جامعة الأميرة نورة أنثوية صرفة؟! فما داعي تدريس الرجال للطالبات! وخرق أنثوية الجامعة، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟! أيها العقلاء أفيقوا وذبوا عن دينكم وأعراضكم فلن يوقف هذا المد التغريبي إلا إنكاركم ورفضكم له، فكونوا سداً منيعاً في وجه كل قاسم أمين جديد. ولن نعدم وفينا المصلحون ... لكن أين صوتهم؟
هدى الدباس
- التصنيف:
- المصدر: