هكذا علمتني الحياة - الصحابي جليبيب (1)

منذ 2014-08-25

ها هوَ أحدُ صحابة أحدُ صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، دميمُ الخِلقة، لكنه رجلُ أعطاه اللهُ من الإيمانِ ما أعطاه، وما ضرَه أنه دميمُ الخِلقة.

ها هوَ أحدُ صحابة أحدُ صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، دميمُ الخِلقة، لكنه رجلُ أعطاه اللهُ من الإيمانِ ما أعطاه، وما ضرَه أنه دميمُ الخِلقة.

تقدم ليتزوجَ من أحد البيوت، وكلما تقدم إلى بنت رفضته لأنه دميمُ الخلقةَ ولأنه قصير لا ترغبُ فيه النساء.
فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو أصحابَه ويقول: يا رسولَ الله أليسَ من آمن بالله وصدقَ بك يدخلُ الجنة ويزوجُ من الحورِ العين؟
قال «بلى».
قال فمالُ أصحابكَ لا يزوجوني.
قال «اذهب إلى بيتِ فلان وقل لهم رسولُ اللهِ يطلبُ ابنتَكم».
فذهبَ إلى بيتِ رجلٍ من الأنصار، وطرق الباب عليهم فخرجَ صاحبُ البيت فسلم عليه وقال: رسولُ اللهِ يطلبُ ابنتَكم.
قالوا نعم ونعمةٌ عين من لنا بغير رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أي نسبٍ نريدَه غيرَ هذا النسب.
قال لكنَه يطلبُها لي أنا.
فقال اللهُ المستعان، ثم ذهب ليستشير زوجه، فأخبرها بذلك فقالت رسول الله يطلب ابنتنا نعم ونعمة عين.
قال لكنه يطلبها لفلان وسماه بأسمه.
فما كان منها إلا أن ترددت وقالت أما كان أبو بكر أو عمر أو عثمان ألم يجد رسول الله غير هذا.
وكانت البنتُ التقيةُ العابدة الزاهدة التي تقدمُ مراد اللهِ على لذائذ وشهوات النفس تسمع ذلك، فخرجت إليهم وقالت: ما بكم؟
قالوا إن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يطلبكِ لفلان، قالت وما تقولان ؟
قالوا نستشير ونرى، قالت أتردانِ أمرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أين تذهبانِ من قول الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36].
ادفعوني إليه فإن الله لا يضيعني.
 

علي بن عبد الخالق القرني

داعية معروف بفصاحته .. وهو من أرض الحجاز

المقال السابق
معرفة الحق
المقال التالي
الصحابي جليبيب (2)