هكذا علمتني الحياة - هل نظرت إلى القبور (3)

منذ 2014-08-27

ها هو صلى الله عليه وسلم كما في المسند من حديث البراء، أنه رأى أناسا مجتمعين فسأل عن سبب اجتماعهم، فقيل على قبر يحفرونه ففزع صلى الله عليه وسلم وذهب مسرعا حتى انتهى إلى القبر، ثم جثا على ركبته وبكى طويلا ثم أقبل على الناس وهو يقول: يا إخواني لمثل هذا فأعدوا، يا إخواني لمثل هذا فأعدوا.

ها هو صلى الله عليه وسلم كما في المسند من حديث البراء، أنه رأى أناسا مجتمعين فسأل عن سبب اجتماعهم، فقيل على قبر يحفرونه ففزع صلى الله عليه وسلم وذهب مسرعا حتى انتهى إلى القبر، ثم جثا على ركبته وبكى طويلا ثم أقبل على الناس وهو يقول: يا إخواني لمثل هذا فأعدوا، يا إخواني لمثل هذا فأعدوا.

فهلا أعددنا أنفسنا لتلك اللحود الضيقات، إنه القائل صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي ذر: «إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تأط ما فيها موضع أربع أصابع إلا ومالك واضع جبهته ساجد أو راكع، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله»، وفي رواية المنذر «ولحثوتم على رؤوسكم التراب».

والله لو علمن حق العلم لقام أحدنا حتى ينكسر صلبه، ولصاح حتى ينقطع صوته،الأمر خطير جد خطير:

يا نفس قد أزف الرحيل وأظلك الخطب الجليل *** فتأهبي يا نفس لا يلعب  بك الأمل الطويل
فلتنزلن بموضع ينسى الخليل به الخليل *** وليركبن عليك من الثرى حمل ثقيل


قرن الفناء بنا فلا يبقى العزيز ولا الذليل

خالف هواك إذا دعاك لريبة *** فلرب خير في مخالفة الهوى
حتى متى لا ترعوي يا صاحبي *** حتى متى ولا ترعوي و إلى متى

علي بن عبد الخالق القرني

داعية معروف بفصاحته .. وهو من أرض الحجاز

المقال السابق
هل نظرت إلى القبور (2)
المقال التالي
من خدم المحابر خدمته المنابر