كيف ندعو الناس - أهل بدر

منذ 2014-08-28

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد اختص بها أهل بدر من دون المؤمنين، فقد كانت بدر حدثا كونيا لا يتكرر كل يوم: {يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} [الأنفال: 41]. فهي التي كتبت التاريخ، وليس في كل يوم يكتب التاريخ. إنما تكتب منه سطور إثر سطور!

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد اختص بها أهل بدر من دون المؤمنين، فقد كانت بدر حدثا كونيا لا يتكرر كل يوم: {يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} [الأنفال: 41]. فهي التي كتبت التاريخ، وليس في كل يوم يكتب التاريخ. إنما تكتب منه سطور إثر سطور!

وفيما عدا هذه الخارقة التي اختص بها أهل بدر، وفيما عدا ما يختص بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد جرت أمور الإسلام كلها على السنة الجارية، من استضعاف في المبدأ، وابتلاء وصبر وتمحيص، ثم تمكين على تخوف، ثم تمكين على استقرار وقوة، ثم انتشار في الأرض. لذلك فإن الدروس المستفادة من نشأة الجيل الأول هي دروس دائمة، لا تتعلق بالنشأة الأولى وحدها، وإنما هي قابلة للتطبيق في كل مرة تتشابه فيها الظروف أو تتماثل، لأنها سنن جارية، وليست حوادث مفردة عابرة لا تتكرر.

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد وجهنا في كتابه المنزل، لتدبر السنن الربانية، ودراسة التاريخ - الذي هو في الحقيقة مجرى السنن في عالم الواقع - فنحن جديرون أن نعكف على دراسة النشأة الأولى؛ لنستخلص منها الدروس والعبر، ولتكون هاديا لنا في كل تحرك نقوم به، ومحكا لاستقامتنا على الطريق أو انحرافنا عنه.
 

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

المقال السابق
رؤية المؤمنين للملائكة
المقال التالي
ألا نقاتل القوم؟