شاركوني عودتي إلى الله
منذ 2003-06-08
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
كنت قد قرأت مقالة على موقع إسلام واي فأثّرت بي تأثيرا كبيرا.. لأني لو لم أكن متأكدة أني لست الكاتبة لكنت شككت في نفسي لكثرة توافق القصة مع قصتي,حتى الظروف هي نفسها 90%...
نشأت في أسرة مسلمة ربتنا على الخلق والتربية لكن دون فرض الصلاة علينا، أو حثنا عليها. يعني كل واحد منا يتصرف في حياته كما يشاء لكن في نطاق التربية الحسنة، وهكذا، فتارة كنت أصلي وتارة لا.. شهر أواظب عليها وأعوام أتركها..
استمرت حياتي طيله واحد وعشرين سنة هكذا، غافلة عن ربنا، همّي الوحيد أن أكون سعيدة وألتحق بالكلية التي أريد في بلاد أوروبية.. فكانت كل طموحاتي متمركزة ببلاد الغرب...ورغم غفلتي هذه، كنت جد محبة لديني و كنت أولّي اهتماما كبيرا جدا لكل من كنت أسمعه يتحدث عن موضوع في الدين ممن هداه الله أو سبقنا بالهداية والرجوع إلى الله تعالى غير أن فرص كهذه كانت ولا تزال للأسف جد نادرة في المجتمع الذي عشت فيه، فالقلة القلائل اللذين يتبعون طريق الله، ينظر إليهم على أنهم متزمتين أو متشددين أو غير ذلك من النعوت المشابهة...
ذات ليلة حلمت حلما غريبا، أثر في حياتي كثيرا لكن بمراحل مختلفة...
حلمت بقوة كبيرة جدا تضمني إليها بشدة، تارة أراها على هيئة رجل لا أذكر ملامحه، و تارة أخرى نور أبيض ساطع...
فكان الرجل يضمني بشدة أتألم لها كثيرا حتى أحس أن عظامي توشك أن تنكسر ولا أذكر أني كنت أبكي أو أصرخ من الألم، لكني أذكر أني بدأت أسمع بعد لحظات صوت القرآن الكريم يُتلى والصوت كان يصدر من الرجل الذي بدأ يتحول إلى نور أبيض يتسلل إلى داخل جسدي وأنا أتألم لذلك حتى صار كروح بداخلي و القرآن الكريم لا زال يتلى إلا أن صداه القوي كان نابعا مني أو بالأصح من "الروح" اللتي كانت بداخلي... وظلت سور عديدة من كتاب الله لا أذكرها تتلى مدة طويلة حتى استيقظت من النوم!
من يومها بدأت أحس تغييرا في حياتي، لم أتمكن من تفسير الحلم لكني كنت مقتنعة أنها رسالة تنبئني بضرورة الاستقاظ من غفلتى والبحث عن السبيل المرضي لله...
أول شيء عزمت على فعله هو المواظبة على الصلاة، أعترف أن الأمر كان جد صعب في البداية بالنسبة لي، خاصة وأني لم أكن أجد محيطا يشجعني على ذلك.. لكن لم أفقد العزيمة على تعديل حياتي إلى ما يرضاه الله...
بعدها جاءت خطوة التحجب, و كنت قبل هدايتي لذلك أبكى كلما رأيت فتاة محجبة أو يدق لها قلبي بشدة فكنت أبغض نفسي على عدم التستر و التعفف مثلها !!
كلما أخذت القرار للتحجب وسوس لي الشيطان فوجدت لنفسي أعذارا تافهة أبرر بها تماطلي وتهاوني في طاعة الله، كقولي أني سأحرص على أن يكون لباسي محترما، لكن الحجاب لما أتقدم قليلا في السن أو بعد الزواج كما تقول أغلب الفتيات اللواتي تفكرن فيه على الأقل، لأني أعرف من العربيات المسلمات (هداهنّ الله) من لا تفكرن فيه أو في احتمال ارتدائه أصلا!!
كم كنت غافلة و غبية بتفكيري هذا، كأني كنت أضمن أني سأعيش طويلا أو على الأقل حتى أقرر أنا الالتزام والتوبة...
باختصار كل يوم كان يمر علي بعد الحلم الذى مر عليه الآن سنتين تقريبا، أحس فيه بهداية أكبر من اليوم اللذي قبل..
و كنت قد شهدت خلال هذه المدة أحداثا مختلفة زادت من تلقيني عبرا مهمة في الحياة..
شهدت وفاة أقارب ومعارف منهم من كان في ريعان شبابه !
ففهمت جيدا أن الإنسان مهما بلغ في الحياة الدنيا فلا ينفعه منها إلا ما عمله خالصا لربه وأن كل شيء فانٍ و الفالح هو من شمّر لإرضاء الله...!!!
كل هده التغيرات المتسلسلة في حياتي دامت قرابة سنتين وأنا الآن ولله الحمد في مرحلة حسنة بالمقارنة بما كنت عليه، أؤدي الصلوات المفروضة في أوقاتها بفضل الله، وأحاول قضاء ما فاتني أسأل الله السميع العليم أن يتقبل مني ومن كل من يريد العودة إلى الله, أستيقظ لصلاة الفجر بانتظام ...
تحجبت و الحمد لله مع دخول شهر رمضان المنصرم..
وأؤكد لكل الأخوات اللواتي ما زلن يترددن في التحجب أنني ندمت أمرّ الندم على كل ما فاتني في حياتي من طاعات أولها "الحجاب" لأنه ساعدني كثيرا على الالتزام..
فمنذ ارتدائه وأنا أحس مسئولية كبيرة يجب أن أكون جديرة بها، فأجدني أحاسب نفسي بصرامة على أي فعل سيصدر مني قبل أن يحاسبني عليه الغير، لأني بدأت أحس فعلا أني منبر متحرك للإسلام، وأن الكثير سيكون صورته عن الفتاة المسلمة والمتدينة من خلال تصرفاتي، أخلاقي و درجة التزامي..
أحرص أيضا على حفظ كتاب الله ولا أدخر جهدا لتنمية معلوماتي الدينية والبحث و الاطلاع عن كل ما يخص ديني الذي والله ثم والله لصرت أحس حبي له يسري في عروقي !
يا ليتني كنت أستطيع أن أنقل - لكل من لم يقرر التوبة بعد والعودة إلى الله - عُشر ما أحس به من حب لله تعالى ونبيه الحبيب يجعلني أجهش بالبكاء كلما تذكّرت ما ضاع من حياتي في الغفلة عن كل هذه السعادة الحقيقية التي لا يهتم الكثير بالبحث عنها...
لا زلت لم أعد لبلدى ولم أواجه عائلتي بعد بحياتي الجديدة، أعلم أني سأواجه اعتراضات كثيرة وقد يرون في الفتاة المتزمتة والمتشددة.. خاصة إذا اكتشفوا في حياتي الجديدة العديد من الالتزامات التي قد لا يقتنعون بها أبدا، كالعزول عن الاستماع لمزامير الشيطان ولا أشك أني سأعاني الكثير للدفاع عن الحق، لكن عزيمتي قوية و إيماني بالله كبير..
أسال الله أن يقوي إيماني أكثر ويتبّثني حتى أتمكن بإذنه من الأخذ بأيديهم و مساعدتهم على فتح بصائرهم على نور الهدى، أسأله عز وجل أن ييسر هداهم وهدى جميع المسلمين... آمين...
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كنت قد قرأت مقالة على موقع إسلام واي فأثّرت بي تأثيرا كبيرا.. لأني لو لم أكن متأكدة أني لست الكاتبة لكنت شككت في نفسي لكثرة توافق القصة مع قصتي,حتى الظروف هي نفسها 90%...
نشأت في أسرة مسلمة ربتنا على الخلق والتربية لكن دون فرض الصلاة علينا، أو حثنا عليها. يعني كل واحد منا يتصرف في حياته كما يشاء لكن في نطاق التربية الحسنة، وهكذا، فتارة كنت أصلي وتارة لا.. شهر أواظب عليها وأعوام أتركها..
استمرت حياتي طيله واحد وعشرين سنة هكذا، غافلة عن ربنا، همّي الوحيد أن أكون سعيدة وألتحق بالكلية التي أريد في بلاد أوروبية.. فكانت كل طموحاتي متمركزة ببلاد الغرب...ورغم غفلتي هذه، كنت جد محبة لديني و كنت أولّي اهتماما كبيرا جدا لكل من كنت أسمعه يتحدث عن موضوع في الدين ممن هداه الله أو سبقنا بالهداية والرجوع إلى الله تعالى غير أن فرص كهذه كانت ولا تزال للأسف جد نادرة في المجتمع الذي عشت فيه، فالقلة القلائل اللذين يتبعون طريق الله، ينظر إليهم على أنهم متزمتين أو متشددين أو غير ذلك من النعوت المشابهة...
ذات ليلة حلمت حلما غريبا، أثر في حياتي كثيرا لكن بمراحل مختلفة...
حلمت بقوة كبيرة جدا تضمني إليها بشدة، تارة أراها على هيئة رجل لا أذكر ملامحه، و تارة أخرى نور أبيض ساطع...
فكان الرجل يضمني بشدة أتألم لها كثيرا حتى أحس أن عظامي توشك أن تنكسر ولا أذكر أني كنت أبكي أو أصرخ من الألم، لكني أذكر أني بدأت أسمع بعد لحظات صوت القرآن الكريم يُتلى والصوت كان يصدر من الرجل الذي بدأ يتحول إلى نور أبيض يتسلل إلى داخل جسدي وأنا أتألم لذلك حتى صار كروح بداخلي و القرآن الكريم لا زال يتلى إلا أن صداه القوي كان نابعا مني أو بالأصح من "الروح" اللتي كانت بداخلي... وظلت سور عديدة من كتاب الله لا أذكرها تتلى مدة طويلة حتى استيقظت من النوم!
من يومها بدأت أحس تغييرا في حياتي، لم أتمكن من تفسير الحلم لكني كنت مقتنعة أنها رسالة تنبئني بضرورة الاستقاظ من غفلتى والبحث عن السبيل المرضي لله...
أول شيء عزمت على فعله هو المواظبة على الصلاة، أعترف أن الأمر كان جد صعب في البداية بالنسبة لي، خاصة وأني لم أكن أجد محيطا يشجعني على ذلك.. لكن لم أفقد العزيمة على تعديل حياتي إلى ما يرضاه الله...
بعدها جاءت خطوة التحجب, و كنت قبل هدايتي لذلك أبكى كلما رأيت فتاة محجبة أو يدق لها قلبي بشدة فكنت أبغض نفسي على عدم التستر و التعفف مثلها !!
كلما أخذت القرار للتحجب وسوس لي الشيطان فوجدت لنفسي أعذارا تافهة أبرر بها تماطلي وتهاوني في طاعة الله، كقولي أني سأحرص على أن يكون لباسي محترما، لكن الحجاب لما أتقدم قليلا في السن أو بعد الزواج كما تقول أغلب الفتيات اللواتي تفكرن فيه على الأقل، لأني أعرف من العربيات المسلمات (هداهنّ الله) من لا تفكرن فيه أو في احتمال ارتدائه أصلا!!
كم كنت غافلة و غبية بتفكيري هذا، كأني كنت أضمن أني سأعيش طويلا أو على الأقل حتى أقرر أنا الالتزام والتوبة...
باختصار كل يوم كان يمر علي بعد الحلم الذى مر عليه الآن سنتين تقريبا، أحس فيه بهداية أكبر من اليوم اللذي قبل..
و كنت قد شهدت خلال هذه المدة أحداثا مختلفة زادت من تلقيني عبرا مهمة في الحياة..
شهدت وفاة أقارب ومعارف منهم من كان في ريعان شبابه !
ففهمت جيدا أن الإنسان مهما بلغ في الحياة الدنيا فلا ينفعه منها إلا ما عمله خالصا لربه وأن كل شيء فانٍ و الفالح هو من شمّر لإرضاء الله...!!!
كل هده التغيرات المتسلسلة في حياتي دامت قرابة سنتين وأنا الآن ولله الحمد في مرحلة حسنة بالمقارنة بما كنت عليه، أؤدي الصلوات المفروضة في أوقاتها بفضل الله، وأحاول قضاء ما فاتني أسأل الله السميع العليم أن يتقبل مني ومن كل من يريد العودة إلى الله, أستيقظ لصلاة الفجر بانتظام ...
تحجبت و الحمد لله مع دخول شهر رمضان المنصرم..
وأؤكد لكل الأخوات اللواتي ما زلن يترددن في التحجب أنني ندمت أمرّ الندم على كل ما فاتني في حياتي من طاعات أولها "الحجاب" لأنه ساعدني كثيرا على الالتزام..
فمنذ ارتدائه وأنا أحس مسئولية كبيرة يجب أن أكون جديرة بها، فأجدني أحاسب نفسي بصرامة على أي فعل سيصدر مني قبل أن يحاسبني عليه الغير، لأني بدأت أحس فعلا أني منبر متحرك للإسلام، وأن الكثير سيكون صورته عن الفتاة المسلمة والمتدينة من خلال تصرفاتي، أخلاقي و درجة التزامي..
أحرص أيضا على حفظ كتاب الله ولا أدخر جهدا لتنمية معلوماتي الدينية والبحث و الاطلاع عن كل ما يخص ديني الذي والله ثم والله لصرت أحس حبي له يسري في عروقي !
يا ليتني كنت أستطيع أن أنقل - لكل من لم يقرر التوبة بعد والعودة إلى الله - عُشر ما أحس به من حب لله تعالى ونبيه الحبيب يجعلني أجهش بالبكاء كلما تذكّرت ما ضاع من حياتي في الغفلة عن كل هذه السعادة الحقيقية التي لا يهتم الكثير بالبحث عنها...
لا زلت لم أعد لبلدى ولم أواجه عائلتي بعد بحياتي الجديدة، أعلم أني سأواجه اعتراضات كثيرة وقد يرون في الفتاة المتزمتة والمتشددة.. خاصة إذا اكتشفوا في حياتي الجديدة العديد من الالتزامات التي قد لا يقتنعون بها أبدا، كالعزول عن الاستماع لمزامير الشيطان ولا أشك أني سأعاني الكثير للدفاع عن الحق، لكن عزيمتي قوية و إيماني بالله كبير..
أسال الله أن يقوي إيماني أكثر ويتبّثني حتى أتمكن بإذنه من الأخذ بأيديهم و مساعدتهم على فتح بصائرهم على نور الهدى، أسأله عز وجل أن ييسر هداهم وهدى جميع المسلمين... آمين...
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
- التصنيف: