اعدلوا هو أقرب للتقوى!
كان أهل العلم والسُّنة، لا يُكفرون مَن خالفَهم، وإن كان ذلك المخالفُ يُكفرهم؛ لأن الكفر حكمٌ شرعي..
مِن دُرَر شيخ الإسلام -لله دَرُّه!-: "الكفر حُكمٌ شرعي، وإنما يثبت بالأدلة الشرعية.. فلهذا كان أهل العلم والسُّنة، لا يُكفرون مَن خالفَهم، وإن كان ذلك المخالفُ يُكفرهم؛ لأن الكفر حكمٌ شرعي! فليس للإنسان أن يُعاقب بمثله، كمَن كذَب عليك، وزنى بأهلك.. ليس لك أن تكذب عليه، وتزني بأهله، لأنَّ الكذب والزنا حرامٌ لحقِّ الله..
وكذلك التكفير حقٌّ لله، فلا يَكفر إلَّا مَن كفَّره اللهُ ورسولُه، وأيضًا فإن تكفير الشخص المُعين وجواز قتله؛ موقوفٌ على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر مَن خالفها، وإلَّا فليس كلُّ مَن جهل شيئًا من الدين يَكفر" (ابن تيمية رحمه الله، في مجموع الفتاوى، وفي ردِّه على البكري).
قلتُ: وقوله رحمه الله "وإلَّا فليس كلُّ مَن جهل شيئًا من الدين يَكفر".
إشارة إلى أن هناك من يَكفر مع الجهل، ولا يكون جهلُه عاذرًا له! وهو الجهل في المسائل الظاهرة الواضحة، من أصول الدين والتوحيد، بخلاف المسائل الخفية، فإنه يُعذر فيها بجهله، حتى تُقام عليه الحُجَّة، وهذا هو تفصيل شيخ الإسلام.. وسيأتي معنا في (تأصيل العذر بالجهل).
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: