قبل أن تتفوه تذكر

منذ 2014-09-12

اعلم أن الكلمة السيئة ستكلفك عداوات ومخاصمات في الدنيا أنت في غنى عنها، فلماذا إذًا لا تكلف نفسك التفكر لثوان معدودات قبل النطق؟!


قبل أن تتكلم بكلمة تكلفك مشقة الاعتذار أو عض أسنان الندامة.. قف.
تذكر أنك محاسب بها مسئول عنها، قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].
قال ابن كثير: " {مَا يَلْفِظُ} أي: ابن آدم {مِنْ قَوْلٍ} أي: ما يتكلم بكلمة {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي: إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:1012]".

وقال الشوكاني في فتح القدير: "أي: ما يتكلم من كلام، فيلفظه ويرميه من فيه إلا لديه، أي: على ذلك اللافظ رقيب، أي: ملك يرقب قوله ويكتبه، والرقيب: الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال، والعتيد: الحاضر المهيأ قال الجوهري: العتيد: الحاضر المهيأ، والمراد هنا أنه معد للكتابة مهيأ لها".

ثم اعلم أن الكلمة السيئة ستكلفك عداوات ومخاصمات في الدنيا أنت في غنى عنها، فلماذا إذًا لا تكلف نفسك التفكر لثوان معدودات قبل النطق؟!

عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم» (رواه البخاري).

وروى البخاري أيضًا عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة»، وروي عنه بلفظ: «من توكل لي ما بين رجليه وما بين لحييه توكلت له بالجنة».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» (متفق عليه).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.