(8) العلامات الصغرى التي لم تقع بعد (3/2)

منذ 2014-09-29

ومنها: إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة، ومحاصَرة المسلمين إلى المدينَة، وإحراز الجهجَاه الملك، وفتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء، وفتنَة الدهيماء.

تابع العلامات الصغرى التي لم تقع بعد

- إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل، فيقول: في هذا قَتَلْت! ويجيء القاطع، فيقول: في هذا قَطَعْت رحمي، ويجيء السارق، فيقول: في هذا قُطِعَت يدي ثم يَدَعُونه فلا يأخذون منه شيئاً» رواه مسلم. وهذه آية من آيات الله، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها، وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العَرَض التافه.


- محاصَرة المسلمين إلى المدينَة:

من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون، وينحسر ظلهم، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصرونهم في المدينة المنورة.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك المسلمون أن يُحَاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مَسالحهم سَلاَحٌ» (صحيح الجامع). والمسالح، جمع مَسْلَحة، وهي الثغر، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو. وسَلاَح، موضع قريبٌ من خيبر.


- إحراز الجهجَاه الملك:

الجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك، وهو شديد القوة والبطش، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» (رواه البخاري ومسلم). وفي رواية لمسلم: «لا تذهب الأيام والليالي، حتى يملك رجل يقال له الجهجاه».

ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي، ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له الجهجاه».

والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته، وأصل الجهجاه الصيَّاح، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر؟ ليس عندنا بينا من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك.


- فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء، وفتنَة الدهيماء:

عن عبد الله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعوداً نذكر الفتن، فأكثر من ذكرها، حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: وما فتنة الأحلاس؟ قال: «هي فتنة هرب وحَرَب، ثمَّ فتنة السراء، دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني، وليس مني، وإنما وليي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرِك على ضِلَع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته، فإذا قيل انقطعت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد» (رواه أبو داوود وصححه الألباني).

والأحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير، وقد قال الخطابي: يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها.

والحَرَب (بفتح الراء): ذهاب المال والأهل، يقال: حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله.

والسراء: النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير.

وقوله: «كورك على ضلع» هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.

والدهيماء: الداهية التي تدهم الناس بشرها.

 

(من كتاب: القيامة الصغرى)

عمر سليمان الأشقر

الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئه علماء فلسطين بالخارج.