قضايا الحاكمية تأصيل وتوثيق - (20) لا يكون الظالم إمامًا قطّ
كيف يَصلُح لها -الإمامة- مَن لا يجوز حكمُه وشهادتُه، ولا تجب طاعته، ولا يُقبل خبرُه، ولا يُقدَّم للصلاة؟!
فال الزمخشري رحمه الله: "فأمَّا إذا تواصل منه -الإمام- العصيان، وفشا منه العدوان، وظهر الفساد، وزال السَّداد، وتعطَّلت الحقوقُ والحدود، وارتفعت الصيانة، ووضحت الخيانة، واستجرأ الظلمة، ولم يجد المظلوم منتصفًا ممَّن ظلمَه، وتداعى الخلل والخطل إلى عظائم الأمور، وتعطيل الثغور، فلا بد من استدراك هذا الأمر المتفاقم، وذلك أن الإمامة إنما تعنى لنقيض هذه الحالة..
فإذا أفضى الأمرُ إلى خلاف ما تقتضيه الزعامة والإيالة؛ فيجب استدراكه لا محالة! وترك الناس سُدى، مُلتطمين لا جامع لهم على الحقِّ والباطل أجدى عليهم من تقريرهم على اتباع مَن هو عون الظالمين، وملاذ الغاشمين، وموئل الهاجمين، ومعتصم المارقين الناجمين" (الجويني رحمه الله، في غياث الأمم).
وكيف يَصلُح لها -الإمامة- مَن لا يجوز حكمُه وشهادتُه، ولا تجب طاعته، ولا يُقبل خبرُه، ولا يُقدَّم للصلاة؟!
وعن ابن عيينة: "لا يكون الظالم إمامًا قطّ، وكيف يجوز نصبُ الظالم للإمامة، والإمام إنما هو لكفِّ الظلمة؟! فإذا نُصب مَن كان ظالمًا في نفسه؛ فقد جاء المثل السائر: مَن استرعى الذئبَ ظَلَم" (الزمخشري رحمه الله، في الكشَّاف).
قلت: تَرْكُ الناس سُدًى؛ أوْلَى مِن إقرارهم حُكم الظالم، فالإمامة لكَفِّ الظلم.
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: