صنف شحيح في عصرنا

منذ 2014-10-12

مما يجمع عليه العقلاء أن أصنافًا من البشر قد قلت بل ندرت وشحت من عصرنا... من هذه الأصناف: الإمام العادل.

مما يجمع عليه العقلاء أن أصنافًا من البشر قد قلت بل ندرت وشحت من عصرنا... من هذه الأصناف: الإمام العادل.

ولو نظر الأمراء والرؤساء نظرة تأمل لمآل من سبقهم، وقبور من ملكوا قبلهم، وأعملوا عقولهم لتنافسوا على هذه المكانة العالية ولكنها الدنيا أصابتهم بلعنتها فلوثت الأيادي ودنست الثياب.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلُّهم الله تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» (رواه البخاري:660، ومسلم:1031).

قال ابن رجب: "وأول هذه السبعة: الإمام العادل: وهو أقرب الناس من الله يوم القيامة، وهو على منبر من نور على يمين الرحمن، وذلك جزاء لمخالفته الهوى، وصبره عن تنفيذ ما تدعوه إليه شهواته وطمعه وغضبه، مع قدرته على بلوغ غرضه من ذلك؛ فإنَّ الإمام العادل دعته الدنيا كلها إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، وهذا أنفع الخلق لعباد الله، فإنه إذا صلح صلحت الرعية كلها، وقد رُوي أنَّه ظلُّ الله في الأرض؛ لأنَّ الخلق كلَّهم يستظلون بظلِّه، فإذا عدل فيهم أظلَّه الله في ظلِّه"  (فتح الباري:4/59).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.