كم من دروع ودماء ضاعت في زماننا

منذ 2014-10-18

فقط تأمل معي هذا الموقف البسيط؛ لتعلم كم بيننا وبين إقامة دولة العدل: افتقد علي رضي الله عنه درعًا له في يوم من الأيام، ووجده عند يهودي، فقال لليهودي: "الدرع درعي لم أبع ولم أهب"، فقال اليهودي: "درعي وفي يدي"، فقال: "نصير إلى القاضي"..

فقط تأمل معي هذا الموقف البسيط؛ لتعلم كم بيننا وبين إقامة دولة العدل:
افتقد علي رضي الله عنه درعًا له في يوم من الأيام، ووجده عند يهودي، فقال لليهودي: "الدرع درعي لم أبع ولم أهب"، فقال اليهودي: "درعي وفي يدي"، فقال: "نصير إلى القاضي".

فتقدَّم علي فجلس إلى جنب شريح، وقال: "لولا أنَّ خصمي يهودي لاستويت معه في المجلس، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «وأصغروهم من حيث أصغرهم الله»".

فقال شريح: "قل يا أمير المؤمنين".
فقال: "نعم، هذه الدرع التي في يد هذا اليهودي درعي لم أبع ولم أهب".
فقال شريح: "إيش تقول يا يهودي؟"، قال: "درعي وفي يدي".

فقال شريح: "ألك بينة يا أمير المؤمنين؟".
قال: "نعم: قَنْبَر والحسن يشهدان أنَّ الدرع درعي".
فقال شريح: "شهادة الابن لا تجوز للأب".
فقال علي: "رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة»".

فقال اليهودي: "أمير المؤمنين قدَّمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أنَّ هذا هو الحقُّ، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله، وأنَّ الدرع درعك" (ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء). 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.