فن البجاحة والوقاحة مستفحل!!

منذ 2014-10-18

هناك ظاهرة يتفنن بها ضعاف العقول الذين يجدون خلل نفسي وزعزعة تارة أخرى، وينسبون هذا إلى مصطلح فن التبجح كما يُقال له فى العامية..

 

هناك ظاهرة يتفنن بها ضعاف العقول الذين يجدون خلل نفسي وزعزعة تارة أخرى، وينسبون هذا إلى مصطلح فن التبجح كما يُقال له فى العامية.. أي يرى الطرف الذي يأتي برد متبجح فيه تطاول وقلة مروءة أنه ذو شخصية قوية، والناس تهابه. ويتفنن بهذا الحوار ويطول البعيد والقريب، وأحيانًا برمي الكلما ت وقذفها بطريقة غير مباشرة قاصدًا إهانة الطرف الآخر أو التقليل من شأنه بسبب نقص أو غيرة أو ربما حقد أو جهل متوغل.

أيًا كان، فإن هؤلاء لا يعلمون أن هذا الأسلوب يأتيهم بجبال من الآثام محملًا بالأوهام، ناهيك عن الأمراض النفسية والخيالية التي يمرون بها والشكوك والظنون بمجرد التخمين..

يعني على سبيل المثال: لو جلست مجموعة ودار الحوار ترى أحدهم مغلوب على أمره وقال كلمة، فترى الآخر يقفز من مكانه ليرد عليه بكلمة تسيء، وبعدها يقول: "ما رأيكم؟ ألم أفحمه في حديثي؟". مع أن رده كان خاليًا من معاني الأخلاق والقيم والمبادئ والعرف والدين حتى!

واحيانا نرى أصحاب الأقلام فى كتاباتهم وردودهم فى الصحف وغيرها يتفنون فى هذا الفن؛ فن التبجح والقذف والسب والتطاول على الآخرين، وقاصرين الفهم على أنفسهم.

إن استخدام العبارات النابية ليس من رقي المسلم، والوقاحة ليست مهارة إنما هي قلة خلق ينعكس على نشأة غير سوية خلقيًا ولا دينيًا فهو سلوك منبوذ من قبل الجميع. فهل أصبح الأدب فى مجتمعاتنا ضعف في الشخصية؟

تلك ظاهرة منتشرة فى مجتمعنا وبين الصحف وفي المناقشات والحوارات أو حتى المنتديات. فإلى متى سنظل نجهل ثقافة الأخلاق؟ لقد أصبحت شعوبنا تتقن هذا الفن ضاربين عرض الحائط ما جاء به شرع الله من معاني رائعة. نحن لو فتحنا باب الأخلاق على مصراعيه لاحتجنا من المجلدات الآلاف المؤلفة.

ففي قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَينا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ للهِ} [لقمان:12].. هنا ترسم قمة الأصول الكلية الأخلاقية.

وفي قوله سبحانه حُسن الخُلق مع النّاس: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [لقمان:18].

وقال سبحانه وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [ن:4] واصفًا خير وأشرف خلق الله. وذكرت عائشة رضى الله عنها خلقه صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلقه القرآن".

كفانا تبجحًا، وكفانا استخدام القبح فى الألفاظ.. وإلا فماذا تركنا لأعداء دين الله؟!

فاتقوا الله فى حوارتكم ونقاشاتكم واختلافكم وأقلامكم.. وإياكم وقذف العبارات الجارحة ففيها دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب..

واعلموا أن المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، وعلى المرء أن يصلح قلبه أوّلاً، ثم يجتهد في حفظ لسانه. والمفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار.

 

الكاتبة: وَهَل

 

المصدر: الشبكة الكويتية