رسائل إلى الجُنود - قبل اليومِ المَوعود!
"أجمع العلماءُ على أنَّ مَن أُكرِه على قتل غيره؛ أنه لا يجوز له الإقدامُ على قتلِه، ولا انتهاكِ حُرمته؛ بجلدٍ أو غيره، ويصبر على البلاء الذي نزَل به، ولا يحلُّ له أن يَفدي نفسَه بغيره، ويسأل الله العافيةَ في الدنيا والآخرة".
الأولى: صبرُك على بلاء مُخالفتِهم؛ أهونُ عليك من عذاب اللهِ غدًا!
"أجمع العلماءُ على أنَّ مَن أُكرِه على قتل غيره؛ أنه لا يجوز له الإقدامُ على قتلِه، ولا انتهاكِ حُرمته؛ بجلدٍ أو غيره، ويصبر على البلاء الذي نزَل به، ولا يحلُّ له أن يَفدي نفسَه بغيره، ويسأل الله العافيةَ في الدنيا والآخرة" (القرطبي رحمه الله، في تفسيره).
الثانية: فإن أبيتَ إلَّا قتلَ مُسلمٍ طوعًا؛ فاحْذر، فشهيدٌ هو، وخاسرٌ أنت!
"دفعُ الصائل على الدين؛ جهادٌ وقُربة، ودفعُ الصائل على المال والنفس؛ مباحٌ ورخصة، فإن قُتِل فيه فهو شهيد" (ابن القيم، في الفروسية).
وفي قوله عليه السلام: « » (رواه البخاري ومسلم).
قال ابن حجر رحمه الله: "وقال الخطابي: هذا الوعيد لمن قاتل على عداوةٍ دنيوية، أو طلب مُلكًا مثلًا.. فأما مَن قاتل أهلَ البغي، أو دفع الصائل؛ فقُتِل.. فلا يدخل في هذا الوعيد؛ لأنه مأذونٌ له في القتال شرعًا... أهـ. واحتجوا أيضًا بالإجماع؛ بأن مَن شَهر على آخر سِلاحًا ليقتله، فدفع عن نفسه فقَتل الشاهرَ؛ أنه لا شيء عليه".
الثالثة: فإن أُكرِهتَ على قتلِه؛ فلا عُذر لك، وقَصاصٌ منك لا مَحالة!
"وكما لو أَكرِه رجلٌ رجلًا على قتل مسلمٍ معصوم؛ فإنه لا يجوز له قتلُه باتفاق المسلمين... فإنه ليس حِفظُ نفسه بقتل ذلك المعصوم؛ أولى من العكس، فليس له أن يظلم غيرَه فيقتُله لئلا يُقتَل هو، بل إذا فعل ذلك؛ كان القَود على المُكرِه والمُكرَه جميعًا عند أكثر العلماء؛ كأحمد، ومالك، والشافعي فى أحد قوليه" (ابن تيمية، في مجموع الفتاوى).
الرابعة: ليس دَمُك أغلى أبدًا من أخيك، فيُبرَّر دَمُه، وتُعصَم أنت!
"كلُّ بني آدم مُطبقون على أن القاتلَ فى الجملة؛ يُقتَل! لكن الظلمةَ الأقوياء؛ يُفرِّقون بين قتيلٍ وقتيل" (ابن تيمية، في مجموع الفتاوى).
الأخيرة: الجُنود في كتاب الله؛ تبَعٌ لحاكِمهم، في العقوبة والأخْذ!
قال تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [القصص من الآية:39].
وقال: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص:40].
وقال تعالى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [هود من الآية:6].
فلَم يُفرِّق بين تابعٍ ومَتبوع، ولم يلتَفِت إلى عُذرٍ أو تأويل، هكذا يكون في حُكم الدُّنيا، وعند الله؛ يُبعَث كلٌّ على نِيَّتِه!
فإمَّا توبةٌ عاجلةً وبابُها لا يُغلَق، وإمَّا قيامةٌ غدًا لا يُقبَلُ فيها صَرفٌ ولا عَدل والله المُوفِّق والمُستعان!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: