عندما ينكسر القلب
إذا انكسرت مرآة ونظرنا فيها نجد الوجه قد تشوهت معالمه، كذلك المرأة إذا انكسر قلبها تتشوه داخله صورة الحبيب!
إذا انكسرت مرآة ونظرنا فيها نجد الوجه قد تشوهت معالمه، كذلك المرأة إذا انكسر قلبها تتشوه داخله صورة الحبيب!
عندما تقدم إليها وافقت عليه دون تردد لما علمت عنه من سيرةٍ حسنة وخُلق ودين..
كان ملتحي لا يصلي فرضه إلا في المسجد، هادىء الطباع، خفيض الصوت، يعدها بحياة هانئة لم تراها..
وكانت تعمل وقالت له: "لن أترك عملي، وأتعهد إليك ألا يؤثر على واجباتي الزوجية"، فكانت الموافقة منه، أحببته أثناء الخطبة لمجرد حديثه الودود الجميل، بالرغم من أنه لم يقدم لها أي هدية كأي خاطب يتودد بالهدايا، وهي لم تشغل بالها بهذا، يكفيها كلماته التي تجعل قلبها يدق.
يتم الزفاف، يمر العام الأول دون أن تدري حقيقته فهي كعروس لا تحتاج إلى شيء خاص بها، وهو يأتي باحتياجات المنزل فقط، لكنه..! هناك شيء تغير فيه! أصبح لا يسمعها أي كلمة رقيقة كان يُسمعها إياها من قبل، ويرزقها الله الحمل، تمر شهور الحمل وتأتي ساعة المخاض، لا تجده بجوارها، فقط هي وأهلها، هم من كانوا بجوارها، وهم من قاموا بإحضار جميع احتياجاتها.
بعد الوضع تأخذ إجازة رعاية طفل، وهنا ينقطع الراتب، وتبدأ تطلب منه الإنفاق عليها في مطالبها الخاصة، فيضن عليها، وهنا يظهر الوجه الآخر جليًا، رجل لا يهتم إلا بنفسه فقط، يشتري لنفسه من أرقى الماركات، أما هي فلا..
تضطر أن تقطع الإجازة وتعود للعمل، تتحمل متاعب البيت والعمل ورعاية طفلها، من أجل أن يكون معها نقود..
تستيقظ مبكرًا جدًا لتطهو الطعام، وتمر على والدتها لتضع عندها طفلها حتى تعود من العمل، ثم تمر عليها مرة أخرى لتأخذه بعد نهاية العمل، لتذهب لمنزلها قبل وصول الزوج لتسخين الطعام وتجهيز المنزل ليعود من عمله فيجد المنزل نظيف، الطعام جاهز..
تمر بها الحياة على هذا المنوال، حياة رتيبة، ليس فيها غير بسمة طفلها، فتلك البسمة بالدنيا وما عليها، ترضى بحياتها من أجل طفلها، لكن شيء بداخلها قد تحطم، فلم تعد تحس ناحية زوجها بأي مشاعر، أصبحت تمقته..
فهي لا ترى ذلك الرجل الذي جاءها ووعدها بالحياة الهانئة، لم تعد ترى ذلك الرجل الرقيق الذي يتقي الله..
تقول: "إن كان يتقي الله حقًا فأين حقي في أن ينفق علي، في أن يتودد إلي بكلمة طيبة، بنزهة يرفه بها عني..".
فهو يعيش لنفسه فقط حتى ولده لا يحمله بين أحضانه، لا تشعر فيه بحنان الأبوة.. تتذكر عندما مرض ولدها وأخذ يتقيأ ما في معدته، كان جالسًا لم تتحرك بداخله مشاعر الأبوة أو أي لهفة على ولده، تركها هي تحمل ولدها لتنظفه وتذهب به للطبيب مع أخيها..
تحدث نفسها: "إلى متى سأظل هكذا خادمة مقابل الطعام فقط، طباخ السم يتذوقه فهذا طبيعي أن آكل مما أطهوه بيدي، والخادمة تأكل ويتم كسوتها وفي نهاية الشهر تأخذ الأجر، حتى الخادمة لم أتساوى معها! أصبحت أكرهه، لا أطيق أنفاسه، لا أطيق النظر إلى وجهه.." انكسر القلب!
أم سارة
كاتبة إسلامية من فريق عمل موقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: