إياك ونسيان العهد

منذ 2014-11-01

وسط زخارف الدنيا وزينتها.. وسط الفتن المتلاحقة ليلاً و نهاراً بما تحتويه من شهوات وشبهات.. وسط ملاحقة شياطين الإنس والجن.. إياك ونسيان العهد الذي بينك وبين من باستطاعته إخراجك من كل تلك المتاهات.

وسط زخارف الدنيا وزينتها..
وسط الفتن المتلاحقة ليلاً و نهاراً بما تحتويه من شهوات وشبهات..
وسط ملاحقة شياطين الإنس والجن.. إياك ونسيان العهد الذي بينك وبين من باستطاعته إخراجك من كل تلك المتاهات.

تذكروا العهد:
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف:172].

قال ابن القيم في كتاب (الروح): قال ابن الأنباري: "مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وأصلاب أولاده وهم في صور الذر، فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا، وذلك بعد أن ركب فيهم عقولا عرفوا بها ما عرض عليهم، كما جعل للجبل عقلاً حين خوطب، وكما فعل ذلك بالبعير لما سجد والنخلة حتى سمعت وانقادت حين دعيت..".

وقال الجرجانى: "ليس بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله مسح ظهر آدم فأخرج منه ذريته» وبين الآية اختلاف بحمد الله؛ لأنه عز و جل إذا أخذهم من ظهر آدم فقد أخذهم من ظهور ذريته، لأن ذرية آدم لذريته بعضهم من بعض، وقوله تعالى: {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} أي عن الميثاق المأخوذ عليهم، فإذا قالوا ذلك كانت الملائكة شهودا عليهم بأخذ الميثاق.."، قال: "وزعم بعض أهل العلم أن الميثاق إنما أخذ على الأرواح دون الأجساد، إن الأرواح هي التي تعقل وتفهم ولها الثواب وعليها العقاب، والأجساد أموات لا تعقل ولا تفهم"، قال: طوكان إسحاق بن راهويه يذهب إلى هذا المعنى، وذكر أنه قول أبي هريرة، قال إسحاق: وأجمع أهل العلم أنها الأرواح قبل الأجساد، استنطقهم وأشهدهم" (اهـ).

وكلام الإمام ابن راهويه نقله أيضًا الحافظ ابن عبد البر في (التمهيد)، ثم قال بعد بحث المسألة: "ومعنى الآية والحديث أنه أخرج ذرية آدم من ظهره كيف شاء ذلك، وألهمهم أنه ربهم فقالوا: بلى، لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، ثم تابعهم بحجة العقل عند التمييز، وبالرسل بعد ذلك؛ استظهارًا بما في عقولهم من المنازعة إلى خالق مدبر حكيم يدبرهم بما لا يتهيأ لهم ولا يمكنهم جحده، وهذا إجماع أهل السنة والحمد لله" (اهـ). 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.