كيف ندعو الناس - ما وراء الشتات

منذ 2014-11-26

وفي الجانب الآخر صار القلق النفسي والأمراض العصبية، والانتحار والجنون، حين لا تفلح الوسائل كلها في رفع الشعور بعبثية الحياة عن كاهل الحس.

ولهذا كانت الخمر دائما جزءا من الجاهلية، لأنها وسيلة للهروب من الشعور بعبثية الحياة، وهو شعور ثقيل على النفس، كما يغرق الناس في اللهو، لقتل الوقت الذي يظل فارغا وثقيلا، حين يفرغ الناس من صراعاتهم الهابطة ومصالحهم القريبة، ويبحثون عن هدف يملأ الفراغ فلا يجدون.

في الجاهلية العربية كانت الخمر ومجالس الشراب وألعاب الميسر وسيلتهم الكبرى للهروب.
وفي الجاهلية المعاصرة صارت المخدرات إلى جانب الخمر، وصارت المراقص ودور اللهو ونوادي القمار.
وفي الجانب الآخر صار القلق النفسي والأمراض العصبية، والانتحار والجنون، حين لا تفلح الوسائل كلها في رفع الشعور بعبثية الحياة عن كاهل الحس.
تلك كلها أسباب وراء الشتات الذي يصيب النفس البشرية في الجاهلية، والإيمان هو الذي يجمع النفس من الشتات.

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

المقال السابق
الجاهلية قديمها وحديثها
المقال التالي
الإيمان